انعقاد مؤتمر العمل الخيري الانساني في الكويت خطوة أولى في طريق مراجعة العمل الخيري.

Ad

أكد نائب رئيس مبرة الأعمال الخيرية عبدالرحمن الجميعان حقيقة التضييق على العمل الخيري المتعمد من الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية بعد 11 سبتمبر، ولم ينكر وجود تضييق محلي على هذا العمل منذ بضع سنوات، لكنه في الوقت نفسه لم يتبرأ من السلبيات التي تعانيها الكثير من الجمعيات، فهو يرى ان الخلل الاداري والمالي موجود منذ زمن، وهو ليس بالموضوع الجديد، كما يعترف بوجود خلل في خلق كوادر مهنية محايدة لا تلتصق بقيادات ظل من خارج إطار الجمعيات، ووصف عمل بعض الجمعيات، التي تغطي قارة واحدة، بأنه غير منظم رغم عملهم في رقعة جغرافية واحدة، ووصف التصاق جهود بعض الجمعيات بأسماء أشخاص معينة بأنه معيب، لان الاشخاص زائلون، ويجب على هذه الجمعيات تحديدا ان تخلق علاقة بين الجمعية والمتبرعين وليس بين رئيسها والمتبرعين.

وقال ان انعقاد مؤتمر العمل الخيري الانساني الاول في الكويت خطوة اولى في طريق مراجعة مسيرة العمل الخيري، الذي يحتاج الى نقد ذاتي من قبل العاملين عليه قبل غيرهم، وأعطى أهمية كبرى لضرورة التفات قيادات العمل الخيري الى المتغيرات الدولية في هذا المجال، وإدراك المسألة الانسانية حق الادراك وتعميقها لتصبح استراتيجية، وهذا يتطلب مد جسور مع الجمعيات الخيرية في الدول الغربية، لما لها من رصيد من التجارب الناجحة في مجال الادارة وتنمية الموارد المالية والشفافية.

ووصف تدخل قيادات العمل السياسي بالعمل الخيري بأنه وضع «مقلوب»، فصحيح ان كل عمل عام في الكويت يحتاج الى واجهة، لكن يجب التفريق بين الدعم المعنوي للشخصيات العامة وتدخلاتها وتماسها مع العمليات المهنية للجمعيات على الأرض، هذا إضافة الى ضعف الآليات الديموقراطية في ادارة العمل، ودعا الى ضرورة التفات الجمعيات الخيرية، التي لا تستظل بمظلة كبيرة تقويها، الى خدمات أخرى للمجتمع تمتد الى حاجات ابرزتها الحاجة والتطور العام، كالاهتمام بالفنون والتلفزيون والرياضة، وتطوير الخدمات التي تقدم الى الفئات الخاصة، كأن تخصص لهم خدمات منزلية وسيارات تحت الطلب ان كانت لهم ظروف معيقة لحركاتهم اليومية.

وقال ان التغيير سنة الحياة، ويجب ان ينعكس هذا المبدأ على الوجوه القائمة على العمل الخيري التي يجب ان تتغير، خصوصا التي أمضت عقودا في رئاسة جمعيات محددة ومعروفة للجميع، لان عدم التغيير يولد أمراضا تضر بالعمل الخيري وأولها المركزية في القرار، وعزا مقاومة تطوير العمل الخيري من قبل بعض الشخصيات التقليدية، واستحداث آليات عمل تكنولوجية الى الخوف من فقدان المراكز الادارية العليا.

وفي مجال تفاعل مؤسسات العمل الخيري في الكويت مع التطور التكنولوجي الخاص بوسائط الاتصال قال: لا تزال مؤسساتنا الخيرية متخلفة عن استخدام الهاتف الجوال والانترنت في تدبير العمل الخيري على عكس الوضع بالنسبة الى تجارب الدول الغربية، وعزا سبب ذلك الى ضعف ثقافة الكوادر المحلية في تعاطيها مع التطورات التكنولوجية.

وعاب الجميعان التدخل الخارجي في شؤون مهنية جدا تخص البنك المركزي بحجة مكافحة الارهاب، وأهاب بالحكومة ضرورة تغيير نمط التعامل مع مؤسسات العمل الخيري باتجاه تقويته عبر منحه الحماية القانونية، وتفعيله عبر تقوية هيكلة التنظيمي الذي يحتاج من دون شك الى مراجعة بعد أكثر من 3 عقود من الزمن.

متفرقات عن العمل الخيري في الكويت

رصيد

بلغت الايرادات المالية لعدد من الجمعيات التي أعلن اسماءها مدير إدارة الجمعيات الخيرية والمبرات في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، حتى نهاية عام 2007، المبالغ الآتية:

- جمعية العون المباشر «22 مليون دينار»

- جمعية عبدالله النوري «3 ملايين و900 ألف دينار»

- جمعية النجاة الخيرية «2 مليون و700 ألف دينار»

قضايا اختلاس

أبرز القضايا المتعلقة باختلاسات الجمعيات الخيرية المنظورة أمام القضاء تخص كلا من الجمعية الكويتية للعلوم الانسانية «380 ألف دينار»، وصندوق إعانة المرضى «3 ملايين دينار».

دراسة المجلس الأعلى للتخطيط

في ابريل 2007 أجرى المجلس الأعلى لللتخطيط دراسة رفعت إلى وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل عددت من خلالها مثالب وعيوب العمل في الجمعيات الخيرية الست الرئيسة ومنها:

- أن اجمالي عدد اعضائها 382 عضوا فقط!

- أن الحضور للجمعيات العمومية التي يعقبها انتخابات قليل جدا.

- معظم مجالس ادارات تلك الجمعيات تفوز بالتزكية المشفوعة بالدعم السياسي أو الحزبي.

- وصلت أرصدة أربع جمعيات فقط في عام 2004 مبلغ 8930559 دينارا، صرف منها في ذلك العام 17% فقط، وتساءلت الدراسة عن آلية المساءلة التي تقوم بها وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل تجاه هذه الجمعيات.

حقائق

تبرع الأفراد

أكد فريد ياسين القرشي الاستاذ المساعد للتسويق والمنظمات غير الربحية في جامعة الملك عبدالعزيز، في بحث حمل عنوان «الإدارة والتخطيط الاستراتيجي وأساليب تنمية الموارد في المؤسسات الخيرية» لمؤتمر الخير العربي في بيروت، أن نزوع الأفراد في العالمين العربي والإسلامي في شأن التبرع المالي يأتي لكونهم أفرادا غير منتمين إلى جهات أو قطاعات معينة، وقد بلغ حجم مساهمات الأفراد خلال عام 1992 في تمويل العمل الخيري 43.3 مليار دولار، وهو ما يشكل 82% من اجمالي التبرعات.

الجمعيات البريطانية

تتداول المؤسسات الخيرية البريطانية في عام 2000 أموالا بحجم 22 مليار دولار، يأتي منها من الأفراد 3.2 مليارات دولار، و9 مليارات دولار من الشركات، والباقي من نشاطها الخاص الاستثماري.

رصدت الحكومة اليابانية في ميزانية عام 1998، 10مليارات دولار للعمل الخيري.

إيرادات الجمعيات السعودية

في تصريح سابق لوزير العمل والشؤون الاجتماعية السعودي د. ابراهيم علي النملة، كشف عن أن اجمالي ايرادات الجمعيات الخيرية المنتشرة في مدن السعودية، وعددها 248 جمعية، أكثر من 3.7 مليارات دولار، منذ عام 1985 حتى نهاية عام 2002.

الضغط على البنوك

تعرضت بعض البنوك الاسلامية في بلدان خليجية إلى ضغوط غير متوقعة بعد حادث 11 سبتمبر في نيويورك، فقد فوجئت بنوك في دولة الامارات المتحدة بتجميد حسابات ما يفوق الـ 100 منظمة وشخص، صدر عن البنك المركزي هناك.

الملتقى الخيري الأول

عقد في نوفمبر 2007 في الكويت المؤتمر الخيري الاول تحت رعاية سمو رئيس مجلس الوزراء، وطرح في المؤتمر العديد من القضايا، منها ضرورة ايجاد رابط للعمل الخيري، أو ما يسمى بالمظلة، وانشاء مركز معلومات خيري لتبادل الخبرات والمعلومات.

جمعيات إسلامية في أميركا

حتى عام 2000 كانت أبرز الجمعيات الخيرية الاسلامية العاملة في الولايات المتحدة الأميركية هي: مؤسسة النجدة العالمية، ومؤسسة الأرض المقدسة للتنمية والتطوير، مؤسسة البر الدولية، منظمة الاغاثة الاسلامية، الوكالة الاسلامية للإغاثة، منظمة الدعوة الاسلامية، هيئة الرعاية العالمية، مؤسسة الحياة للإغاثة، مؤسسة الرحمة.

كتاب

يعتبر كتاب «تمويل الارهاب» الذي كتبته الباحثة الاميركية راشيل ايهرنفيلد «مدير المركز الأميركي للدراسات الديموقراطية» من أكثر الكتب إثارة وجدلا، فهو يقدم فهماً لآليات عمل وتمويل المنظمات التي تراها أميركا ارهابية، ويكشف علاقة الجماعات الارهابية والمافيا في مجال غسل الأموال، وتجارة المخدرات، وقد صدر الكتاب في عام 2003.

الجمعيات الأميركية

بلغت حجم التبرعات الخيرية في الولايات المتحدة الاميركية في عام 1989 ما يقارب الـ 175 مليار دولار، وذلك بحسب ورقة عمل قدمتها جمعية NCRP الاميركية، ومقرها واشنطن، ويذكر أن القانون الأميركي يفرض على الشركات تبرعا بقيمة 5% من عوائدها للجمعيات اللاربحية الخيرية سنويا، وقد قدر مبلغ تبرعها للعام المذكور 27 مليار دولار.