Ad

بينما انشغلنا بالاستجوابات والتدوير والاستقالة وتجميد الكرة الكويتية من قبل «الفيفا»، هناك فوضى غفلنا عنها تُمارَس بشكل منظم في المجلس البلدي، تتمثل في تخطيه صلاحياته وتفنّن أعضائه في تكريس العنصرية والطائفية والدوس على المبادئ الإنسانية والدستورية.

في رفضه لطلب توسعة مبنى الكنيسة الإنجيلية، قال عضو المجلس البلدي ماجد موسى «إن بعض المسلمين يعانون من الإرهاب في الخارج لجهة معاملتهم وفرضهم على المسلمات منع الحجاب، بالإضافة إلى أن هناك بعض مساجد المسلمين التي تتعرض للحرق والتخريب من قبل الطوائف غير المسلمة في الخارج».

عند قراءتي لمداخلته ظننت لوهلة أن ما قاله كان في هيئة للإفتاء، وليس في المجلس البلدي!

بينما انشغلنا بالاستجوابات والتدوير والاستقالة وتجميد الكرة الكويتية من قبل «الفيفا»، هناك فوضى غفلنا عنها تُمارَس بشكل منظم في المجلس البلدي، تتمثل في تخطيه صلاحياته وتفنن أعضائه في تكريس العنصرية والطائفية والدوس على المبادئ الإنسانية والدستورية، ففي مارس 2006 رفض المجلس تخصيص أرض لكنيسة الكاثوليك، وفي الشهر الماضي رفض المجلس تخصيص أرض لمسجد طائفة البهرة المسلمة، وقبل ثلاثة أيام رفض توسعة الكنيسة الإنجيلية، وكل ذلك بدافع عنصري عقائدي لا يمت بأي صلة لاختصاصات المجلس البلدي الفنية.

أصبحنا مضطرين - كما اضطر العضو خالد الخالد - إلى اللجوء لطرح «الكويت بلد التسامح» برغم الطبيعة الفنية للموضوع، في حين أضحى «التسامح» شعاراً نرفعه فقط عندما نطالبهم بما نحرمهم منه، فنحن نرضى لأنفسنا أن نمارس الدعوة في بلادهم وكأنه حق أصيل، بينما لا نقف فقط عند منعهم من النشاط التبشيري، بل نحرمهم حتى من ممارسة شعائرهم ونضيّق عليهم، وليت العنصرية تقف عند ذلك، فحتى طلب توسعة مسجد شعبان طاله ما طاله من تسييس طائفي، وتحولت مناقشته إلى «مكاسر» في نسبة التوسعة بين عضوين أحدهما ينتمي إلى الإخوان المسلمين، وهو حزب طائفي متعصّب ضد الشيعة، وكانت المناقشة بعيدة كل البعد عن الأسس الفنية.

لقد بلغ تسييس الأمور في الكويت حد الغثيان، وكون ثلثا أعضاء المجلس البلدي منتخبين فذلك يعني أنهم رموز لقواعدهم الانتخابية، وهنا تكمن الخطورة في إرساء تلك المبادئ العنصرية وغير الدستورية. إن المسؤولية تقع على مجلس الأمة - إن بقي فيه خير يُرتجى في هذا المجال - ومؤسسات المجتمع المدني للتصدي إلى ممارسات المجلس البلدي، لكن المسؤولية الأكبر تقع على الحكومة، فما الرسالة التي تود إرسالها إلى العالم عندما يصوت أعضاؤها المعيّنون بأغلبيتهم ضد التسامح والانفتاح؟

يبقى أنه في ظل المصالح الانتخابية التي أعمت غالبية أعضاء المجلس البلدي، تجدر الإشادة بالمواقف الشجاعة للأعضاء خالد الخالد وخليفة الخرافي وفاطمة الصباح والنائب علي الراشد، الذين تصدوا للطرح العنصري برغم ما قد يكلفهم ذلك شعبياً وانتخابياً.

Dessert

يُتّهم بأنه وراء كل ما هو فاسد في الرياضة، ويُؤتى به ليترأس اللجنة المسؤولة عن إيجاد الحلول لأزمة تجميد الكرة الكويتية دولياً... «كدينا خير».