نجاد يدرس زيارة القاهرة قناة الفيصل - متكي أطاحت بندر - لاريجاني

نشر في 02-06-2007
آخر تحديث 02-06-2007 | 00:05
أفادت مصادر إيرانية مطلعة لـ«الجريدة» بأن قطار التسوية السعودية - الإيرانية عاد الى السكة بعد أن كانت الخلافات بشأن المحكمة ذات الطابع الدولي لمحاكمة قتلة رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري خلال زيارة الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد الى المملكة العربية السعودية قد جمدت مفاعيل الحوار الثنائي بين البلدين، إذ إن طهران لم تنجح حينذاك في انتزاع موقف إيجابي من دمشق بشأن المحكمة. وفي تفاصيل هذه التطورات أن طهران وضعت بعد المباحثات الثنائية في أجواء حتمية ولادة المحكمة تحت الفصل السابع، مما افسح المجال لاحقاً امام تجاوز هذا الملف والانتقال الى ملفات أخرى تعني البلدين لا سيما تطورات البرنامج النووي الإيراني وتداعياته الاقليمية والدولية. وقد نجحت طهران في التوصل الى اتفاق مع المملكة على التخلي عن قناة«بندر بن سلطان – علي لاريجاني»لمصلحة قناة«سعود الفيصل – منوشهر متكي»الأكثر براغماتية. وتقول المصادر:إن لقاء وزيري خارجية البلدين على هامش قمة شرم الشيخ الأخيرة أنتج تفاهماً على ضم سورية الى ملف أي تسوية محتملة بين السعودية وإيران على اعتبار أن ثمة مصلحة مشتركة بين البلدين في حماية النظام في دمشق من السقوط. وتدرج المصادر زيارة متكي أول أمس الى دمشق في هذا السياق، كاشفة أن إيران حملت رسالة طمأنة الى الرئيس الأسد أن حماية نظامه مضمونة مقابل تعطيل أي رد دموي على إقرار المحكمة بعد فشل دمشق في إطاحتها. وترتكز مقاربة طهران والرياض لهذه الزاوية إلى أن ولادة المحكمة وفق الفصل السابع قلَّصت هامش المناورة السوري الى حدود طلب الحماية بما يتيح تالياً فرض تفاهمات ثلاثية تتجاوب مع الحد الأدنى من المصالح السورية والحد الأقصى من مصالح إيران والسعودية. وفي هذا السياق توقفت مصادر متابعة في طهران عند الفصل الواضح الذي عبَّر عنه رئيس الأغلبية البرلمانية سعد الحريري أمس بين سورية وإيران بعد أن كان خطاب «قوى الرابع عشر من آذار (مارس)» يستخدم مفردة المحور الإيراني - السوري. وتفيد هذه المصادر ان السعودية دفعت باتجاه تحييد إيران عن خطاب مرحلة«ما بعد المحكمة»إفساحاً في المجال أمام تحصين التفاهمات الأولية مع طهران واحتمال امتدادها الى دمشق بما يفتح الطريق أمام إخراج الأزمة اللبنانية من فوهة البركان.

 

 

التطبيع الإيراني المصري

 

على جبهة عربية أخرى قالت مصادر للـ«الجريدة»:إن الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد يفكر جديا في زيارة مصر على الرغم من عدم وجود علاقات دبلوماسية كاملة بين البلدين موضحة أن أحمدي نجاد كلف وزير خارجيته منوشهر متكي بتحضير اجواء مثل هذه الزيارة التي ستكون سابقة في العلاقات الدولية و«صدمة»ايجابية في العلاقات الايرانية - العربية. ولم تستبعد مصادر متطابقة مصرية وايرانية ان يجمع لقاء قريب متكي ونظيره المصري أحمد أبو الغيط لهذا الغرض و لمناقشة شروط الاعلان عن بدء العلاقات. وتفيد مصادر مطلعة على الحراك المستجد في ملف العلاقات الإيرانية - المصرية أن متكي تشاور مع حليفة بلاده سورية في هذا الخصوص وإمكان لعب دور ما للتقريب بين وجهات النظر مع مصر البلد العربي الوحيد الذي لم يطبع علاقاته بإيران.

و نقل السفير عمرو الزيات، رئيس قسم رعاية المصالح المصرية في طهران، مطلع الأسبوع المنصرم رسالة«إيجابية جداً» من الوزير المصري إلى نظيره الإيراني يعلمه فيها«أن مصر جاهزة لمناقشة عودة العلاقات بصدر رحب»على حد وصف مصادر متطابقة في القاهرة وطهران.

وإذا توجت هذه الخطوة بالنجاح الكامل فستعتبر بمنزلة هجوم مضاد لـ «المحور السوري - الإيراني» على أكثر من صعيد خاصة في ظل سعي واشنطن للفوز بين معسكر «المعتدلين العرب»بقيادة المملكة العربية السعودية ومصر وبين الإيرانيين وحلفائهم في المنطقة. وتضيف المصادر المطلعة أن مصر التي تشعر بأنها باتت «مهمشة»أميركياً في أكثر من ساحة نفوذ تقليدية لها تأخذ وربما لأول مرة التصريحات الإيجابية الإيرانية الأخيرة عنها، لا سيما تلك التي صدرت عن احمدي نجاد في الأسابيع القليلة الماضية، باهتمام بالغ وربما سعت إلى توظيفها في إطار إعادة بعض التوازن لهذه الأدوار الإقليمية«المهمشة» وهو ما بدأت تعيه ايران على أعلى المستويات. وكان أحمدي نجاد قال:إن بلاده مستعدة لاستعادة علاقاتها الدبلوماسية كاملة مع مصر، التي قطعت عام 1980، ونقلت عنه وسائل إعلام إيرانية قوله«نحن مستعدون لإقامة علاقات دبلوماسية مع مصر. وسنفتح سفارتنا في ذات اليوم الذي تبدي فيه الحكومة المصرية استعدادها لذلك».

وتلفت المصادر إلى أن القيادة الايرانية العليا«راضية جدا» على مبادرة احمدي نجاد بل تذهب الى القول بأن المرشد الأعلى للثورة الإسلامية السيد علي خامنئي أعطى الضوء الأخضر لهذه المبادرة بعدما أبدى ترحيباً كبيراً في الكواليس بزيارة الرئيس السابق محمد خاتمي الى مصر. (طهران، القاهرة - الجريدة)

back to top