عصام دربالة قيادي الجماعة الإسلامية لـ الجريدة: حذرنا القاعدة من معاداة العالم كله

نشر في 04-12-2007 | 00:00
آخر تحديث 04-12-2007 | 00:00
No Image Caption
يعرف عصام دربالة القيادي بالجماعة الإسلامية في مصر بأنه صاحب الرؤية الواقعية، لانه أحد المنظرين داخل الجماعة الذي يربط بين الفكر والواقع بصورة كبيرة، لذا كان أحد أهم المشرفين على مراجعات التنظيم التي خرجت إلى النور.

ودربالة عضو مجلس شورى «الجماعة» رحب بالحوار مع «الجريدة» نظراً الى أهمية تراجع تنظيم الجهاد عن العنف، واختصها بالتفاصيل التالية:

• ما تقديرك لمراجعات د.سيد إمام، وهل لكم دور فيها؟

هذه القضية نقدرها ونراها خطوة مباركة نتمنى أن تؤتي ثمارها في القريب العاجل، لأنها وليدة فقه الجماعة الجهادية داخل السجن، وليس لنا كجماعة إسلامية أي دخل في هذه المراجعات سوى بالتعزيز فقط.

ونحن سارعنا بتأييد مراجعات الجهاد إعلامياً سواء عبر موقعنا على الإنترنت وغيره، وألقينا الضوء على تلك الجماعة المجاهدة، وكذلك الأخبار الخاصة بهم باعتبارنا أصحاب تجربة سابقة كنا بحاجة الى من يدعمنا ويساعدنا آنذاك في ما أنجزناه.

• ما الاختلاف بينكم في تلك المراجعات؟

نحن نتفق على خلاصة واحدة دون أن نلتقي بأحد، فالدكتور سيد إمام لم نره منذ ان غادر مصر وسُلم من اليمن، لكن الخطوط الرئيسية للجهاد هي نفس الخطوط الرئيسية لمراجعات الجماعة التي أنجزناها في يونيو من عام 1994.

• هل لنا بمعرفة القضايا التي اتفقتم فيها تفصيلاً؟

يمكن الإشارة إلى قضية «التترس»، فنحن لنا فيها كثير من الدراسات والكتب مثل «تفجيرات الرياض» و«تفجيرات القاعدة» وهي أبحاث كاملة عن قضية «التترس» نتفق فيها تماماً مع ما طرحه الجهاد.

كذلك «القتل على الجنسية» قتل المدنيين الأميركيين دون تمييز، ومثل هذه المسألة طرحت أيضاً في كتب المراجعات بتفصيل موسع عنها.

• كيف حدث هذا التوافق بين الجماعة والجهاد؟

العودة الموضوعية إلى النصوص، التي تشمل هذه القضايا، والواقع الذي نزلت فيه هذه النصوص ومن خلال هذا الأمر رأينا أن التطبيق الصحيح لهذه النصوص لا يبيح القول بمسألة التترس ولا قتل المدنيين أو القتل على الجنسية وغير ذلك.

• ما الفارق في التعامل مع النص الديني بينكما، وهل هو واحد لم يتغير؟

المشكلة ليست في النص وإنما في من يمارسون الجهاد في تلك البقاع، وهناك خطأ في فهم الأحكام الشرعية المرتبطة بقضايا الجهاد، فهم أحياناً يأتون بنصوص سليمة شرعاً، ولكن القضية ليست أن نعرف نصوص الكتاب والسنة فقط، بل يجب أن نعرف أيضاً الواقع الذي نزلت فيه الآيات.

فمن الممكن استخدام وتوظيف حكم صحيح نظرياً، ولكن في الحقيقة عند نزوله على أرض الواقع ينقصه جانب الصواب في تلك المسألة، وهذا يقدم تفسيراً لأكثر قضايا الجهاديين والأحكام الشرعية التي يستندون اليها، وبهذا نعود نحن والدكتور فضل إلى المراجع الإسلامية وإلى فهم جديد للواقع وبالتأكيد ستأتي النتيجة واحدة، لأن العودة إلى المنهج الصحيح وإلى تنزيل الأحكام حدث بطريقة صحيحة وواقعية لذا يأتي التشابه بيننا.

• هل هي دعوة الى إطلاق باب الاجتهاد الديني في صفوف التنظيمات الدينية؟

نعم، يجب ألا يتوقف باب الاجتهاد الفكري، فمصيبة المسلمين الكبرى هي غياب الاجتهاد، ويكفي أن نعرف أن الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) قال «ان الله يبعث على رأس كل مئة عام من يجدد لهذه الأمة دينها»، والتجديد هنا لا يعني سوى الاجتهاد، ولكن لا يصح أن يكون اجتهاداً يسحق الضوابط الشرعية.

• هل ذهبت المراجعات بما قبلها وبدأتم صفحة جديدة تماماً؟

المراجعات لا تعني التراجع عن كل شيء، وما أقدمنا عليه لا يبتعد كثيراً عما قام به د.سيد إمام في فكرة الترشيد، لقد قمنا بتجاوزات تحت مقولة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وليس كل ما فعلناه كان خطأ، لأننا واجهنا دعاة التكفير والتوقف والتبيين، وكان لنا دور بارز في صعيد مصر لضبط الكثير من الأفكار الفاسدة، كل تلك الجهود وغيرها لم تنسخها المراجعات، إنما الخلل كان موجوداً في من يمارس بعض العمليات الجهادية دون إدراك لأبعادها السياسية والواقعية، لذا أقول إن الخطأ ليس في القيادة سواء كانت في «الجماعة الإسلامية» أو «الجهاد» أو «القاعدة».

• لماذا هذا السجال بينكم وبين «القاعدة»، هل بسبب إعلان «القاعدة» انضمام الحكايمة ومحمد شوقي الإسلامبولي ورفاعي طه إليها بعد المراجعات؟

أولاً، لابد أن نعلم أن الشيخ رفاعي طه لم ينضم إلى القاعدة، ولم يتضامن مع أيمن الظواهري في إعلانه، فرفاعي طه سُلم إلى مصر من سورية سنة 2001، وهو قيد الاحتجاز منذ ذلك الوقت في مصر، ومسألة وضع اسمه كان خطأً من د.أيمن الظواهري، فرفاعي طه عزز من سجنه موقفه الرافض لدعوة الحكايمة بانضمام بعض من أفراد الجماعة الإسلامية إلى القاعدة، وأيد البيان الذي صدر من الجماعة في هذا الشأن.

والنقطة المهمة، التي تطرحها في سؤالك، هي السجال الذي بين القاعدة والجماعة، فهذا السجال صحيح، وذلك لأننا قمنا بإصدار كتاب محدد وخاص باستراتيجية القاعدة أسميناه «إستراتيجية تفجيرات القاعدة... الأخطاء والأخطار»، وذكرنا فيه أن استراتيجية القاعدة كما نراها، وأنكر علينا البعض أن ندخل سجالاً مع القاعدة، بينما نرى نحن كجماعة أن الشرع حتم علينا أن ندخل في مثل هذا السجال، المحكوم بآداب الإسلام، فاستراتيجية القاعدة ليست استراتيجية محلية، تخص بلدان بعينها إنما استراتيجية عالمية تمس العالم بأسره، وتؤثر في الجماعات والحركات الإسلامية وفي الدول الإسلامية.

• هل هناك مطالب محددة للجماعة الإسلامية من «القاعدة»؟

نحن مع أي جهاد موجه الى مستعمر في أي بلد إسلامي بضوابط شرعية، وطالبناهم بأن يكفوا عن توسيع دائرة المواجهة خارج الأقطار الإسلامية المحتلة، فبدأوا يقومون بعمليات تستهدف رعايا تلك الدول المحتلة للدول الإسلامية.

والأمر الثاني أننا طالبناهم بأن يمارسوا فن تحديد الأعداء، فـ«القاعدة» عندما قررت أن تطال بفتواها المدنيين الأميركيين في كل مكان أدخلت أميركا في المواجهة والصليبيين، فأدخلت أوروبا وأميركا اللاتينية وكثيرا من بلدان أفريقيا وآسيا في المواجهة، وعندما قامت بتفجيرات ضد بعض الأقطار الإسلامية أدخلتها أيضاً في المواجهة، وعندما دعمت ثوار كشمير أدخلت الهند في المواجهة، وكذلك دعموا ثوار الشيشان وأدخلوا روسيا في المواجهة، فالقاعدة الآن تحارب العالم، والكل متوحد ضدها.

• خرج أيمن الظواهري قائلاً إن الأسير لا يؤخذ بما يقوله لأنه مكره، كيف ترى ذلك؟

هذا نوع من أنواع الحيدة في المناظرة، لأن التقييم الصحيح للأشياء هو النظر في الأقوال وليس الأحوال، وهؤلاء لم يتكلموا في صلب القضية، والجماعة الإسلامية أخرجت مبادرة تقول فيها إن الأمة الإسلامية تحتاج إلى رؤية جديدة، وأن موقع الجهاد في التعامل مع هذا الواقع وتلك الرؤية هو شيء تحدده الشريعة، فعندما تتكلم الجماعة تتناقش في رؤيتها للواقع لا أن تقول إنك أسير.

• هناك أشياء لم تكن في أدبيات الجماعة من قبل مثل الأقباط وموقفها منهم وناقشتها بعد ذلك في المراجعات؟

لا، لم يكن لدى الجماعة فهم متعلق بقضية الأقباط، فلم يكن هناك شيء مطروح عن الأقباط، وكانت متروكة لاجتهاد الإخوة كل في موقعه.

• وهل ما حدث في قرية صنبو، التي ارتكبت فيها الجماعة مذبحة ضد الأقباط، هو اجتهادات للإخوة فقط؟

«صنبو» لم يأمر بها أي من قيادات الجماعة، وإنما تركت لأمير القرية الذي تحرك وقال بعد ذلك إنه لم يقصد أن يقتل 14 شخصاً، إنما أحد الذين قاموا بالتنفيذ، وهذا هو الذي أشعل المواجهات مع الدولة، ثم اعترفنا بأن هناك ممارسات خاطئة كانت موجودة وصححناها.

back to top