معركة عين جالوت

نشر في 17-09-2007 | 00:00
آخر تحديث 17-09-2007 | 00:00
في القرن الثاني عشر الميلادي ظهر على الساحة الدولية خطر شديد يهدد الإسلام والمسلمين إنه خطر المغول أوالتتار، كان المغول شعباً بدائياً عاش في هضبة منغوليا بجوار الدولة الخوارزمية الإسلامية، والتي كانت على علاقة طيبة بالمغول، ولكن سرعان ما ساءت العلاقة بينهما لمقتل بعض تجار المغول، فخرج «جنكيزخان» ملكهم بجيوشه لمحاربة المسلمين، فما دخل بلداً للمسلمين إلا ودمرها، واستمر المغول في زحفهم المدمر حتى دخلوا بغداد عاصمة الخلافة العباسية، واستطاع «هولاكو» ـ حفيد جنكيزخان ـ إسقاط الخلافة العباسية، وقتل الخليفة العباسي سنة 1258م، ودمر بغداد عاصمة الخلافة، وواصل هولاكو تقدمه واستباح جنوده المدينة، وقتلوا السواد الأعظم من أهلها الذين قُدروا بنحو مليون قتيل، وأضرم التتار النار في أحياء المدينة وهدموا مساجدها وقصورها، وواصل هولاكو تقدمه، فاستولى على دمشق وحلب ولم يتبق أمامه إلا مصر الحصن المنيع، وكان من نتيجة هذا أن فر كثير من أهل الشام إلى مصر».

كانت أخبار المغول قد انتشرت في مصر وأحدثت رعباً وهلعاً، ولمّا كان سلطان مصر غير جدير بتحمل المسؤولية في مواجهة الخطر القادم، فقد أقدم نائبه «سيف الدين قطز» على خلعه، معللاً ذلك بأنه لابد من سلطان قاهر يقاتل هذا العدو، والمنصور مازال صبياً لا يقوى على هذا الأمر، أخذ قطز يعد جيشه وسار به ماراً بمدينتي عكا ويافا ليستعين بالروم الذين كانوا يحتلون هذه المدن في ذلك الوقت، وسار قطز بجيشه إلى أن وصل منطقة «عين جالوت» في شهر رمضان من عام 658هـ. اقتضت خطة السلطان قطز أن يخفي قواته الرئيسية في التلال القريبة من عين جالوت، وعند شروق شمس يوم الجمعة الخامس والعشرين من رمضان للعام 658هـ، اشتبك الفريقان، وانقضّت قوات المغول كالموج الهائل على طلائع الجيوش المصرية حتى تحقق نصراً خاطفاً، غير أن السلطان قطز ثبت كالجبال وصرخ بأعلى صوته «واإسلاماه» فعمت صرخته أرض المعركة وتوافدت حوله القوات.

وانقضوا على الجيش المغولي الذي فوجئ بهذا الثبات والصبر، فارتد المغول مذعورين لا يكادون يصدقون ما يجري، وفروا هاربين إلى التلال المجاورة بعد أن رأوا قائدهم «كيتوبوغا» يسقط صريعاً في أرض المعركة، وبذلك استطاع المسلمون إنقاذ العالم كله من همجية المغول وخطرهم، ودخل قطز دمشق على رأس جيشه وبدأ يعيد الأمن إلى نصابه في جميع مدن الشام، وكانت النتيجة النهائية لهذه المعركة هى توحيد مصر وبلاد الشام تحت حكم سلطان المماليك على مدى ما يزيد على 270 سنة.

back to top