Ad

حين يقول العدساني إن العديد ممن جنسوا في الأعوام الماضية يقفون ضد الحكومة حالياً وضد تنمية البلاد، فمن حقنا أن نسأله من تقصد؟ ولا أظنه ممن سيقولون إن المعنى في بطن الشاعر، أما الزميل الشيباني،الذي أشاد في مقاله بحسن أخلاق العدساني، واتّهم الكويتيين المتجنسين بأنهم سبب تخلف الكويت فلعلّي أعود إلى مقاله لاحقاً!

 

لا أعتقد أن السيد عبد العزيز العدساني شخص متلون، بل خبرناه منسجماً مع نفسه وثابتاً على أفكاره، فليس هو ممن يقولون شيئاً اليوم، وينقلبون عليه غداً، وليس هو ممن يتلاعبون بالكلمات ويستخدمون أسلوب الكلام المبطن الذي يحمل أكثر من معنى، حتى يوجد لنفسه مهرباً إلى واحد منهما إن هو حوصر تحت وطأة الآخر.

العدساني رجل مباشر وواضح، ولذلك فعندما يصرح حول قضية البدون أو غيرها من القضايا فهو يتحدث عن قناعاته وما يؤمن به!

في 20 ديسمبر 2007 صرح للزميلة «الوطن»، وبعبارات واضحة لا تحتمل التأويل بأن «المستندات تؤكد أن عدد البدون بعد تحرير الكويت من الغزو بلغ 120 ألفاً، 50% منهم متعاونون مع السلطات العراقية والجيش الشعبي، و85% من الـ120 ألفاً جنسياتهم معروفة»، وقال كذلك إن «العديد ممن جنسوا في الأعوام الماضية يقفون ضد الحكومة حالياً وضد تنمية البلاد». هذا كلام العدساني، قاله وهو بكامل إدراكه لما يقول، ولم يتراجع عنه، ولا أظنه سيتراجع عنه لما نعرفه عن شخصيته الواثقة.

من هذا الباب، وكما أن من حق العدساني أن يقول ما يحلو له وفق قناعاته، فمن حقنا نحن كمتابعين وناشطين في هذه القضية، ومن حق البدون الذين قال عنهم ما قال في تصريحه، أن نطالبه بتقديم الدلائل على كلامه، سواء من خلال نفس الوسيلة الصحفية التي استخدمها، أو من خلال القضاء إن وصلت القضية إلى هناك في قادم الأيام.

أنا لا أظن العدساني ممن يلقون الكلام على عواهنه، ولا أظنه اختلق هذه الأشياء لمجرد العداء المحض للبدون لا سمح الله، ولا أظنه ممن يرى أنه يحمل دماً يختلف في لونه عن بقية من يحملون الجنسية الكويتية سواء من الحضر أو البدو بمختلف أعراقهم، فمن يحتل منصب الأمين العام لمنظمة المدن العربية ويقوم بمهمات هذا المنصب الرفيع، لابد أن يحمل بين جناحيه نفساً عروبية تقريبية جامعة، لا نفساً شوفينية عنصرية. الرجل يمتلك حتماً الأدلة على أقواله التي ذكر، وليس هو بالقطع ممن يخافون من إظهار ذلك.

لذا، فلست أفهم تلك التظاهرة التي انعقدت خلال الأسبوع المنصرم في ديوان النائب صالح الفضالة، بدعوى الوقوف مع عبدالعزيز العدساني لأن هناك من البدون من طالبه بإظهار الدليل على كلامه، تلك التظاهرة التي تقاطر فيها النواب وبعض الشخصيات للقول إنهم يقفون مع العدساني، تظاهرة غير مفهومة وأمرها غريب فعلاً!

يا سادة يا كرام، الأمر بسيط جداً ولا يحتاج إلى تظاهرات وحشود وتصريحات وميكروفونات. كرامة الرجل محفوظة، وأياديه البيضاء وطيب أصله وشأن عائلته أمر لم يتحدث عنه أحد، وكل ما في الأمر أن على كل من يقول بمثل ما يقول به، أن ينضم إليه فيصبح مطالَباً بأن يأتي بالدليل.

حين يقول العدساني إن العديد ممن جنسوا في الأعوام الماضية يقفون ضد الحكومة حالياً وضد تنمية البلاد، فمن حقنا أن نسأله من تقصد؟ ولا أظنه ممن سيقولون إن المعنى في بطن الشاعر، بل سيقول من دون تردد، ولذا فلن ننجرف في محاولة التخمين بأنه يقصد هذه الفئة أو تلك.

الزميل محمد الشيباني، الكاتب في «القبس»، كتب مقالاً غريباً أشاد به بحسن أخلاق السيد العدساني وحرصه على صلاة الفجر في البداية ثم اتّهم فيه الكويتيين المتجنسين بأنه سبب تخلف الكويت في كل شيء، حتى الرياضة، حتى قال ما معناه إن المحكمة سترفض القضية ضد العدساني لرفعها من غير ذي صفة، لأنه انتقد البدون، وهذا المصطلح أي البدون، قد سقط من قاموس القوانين الكويتية واستبدل بمصطلح غير الكويتيين، أي أنه انتقد فئة غير موجودة!

أرجو ألّا يحاول السيد العدساني أن يستخدم فكرة الشيباني، لأنها ستكون معيبة في حقه، فهو ونحن وجميع من قرؤوا تصريحه يعرفون مقصده، وهو أشجع من أن يواريه، وأما الشيباني فلعلّي أعود إلى مقاله لاحقاً!