Ad

المعلم الكويتي في الغالب يلجأ إلى التعليم لعدم وجود بدائل، أو بحثاً عن دوام مريح وإجازة الصيف. وبعضهم يتجه إلى التعليم بدافع سياسي، هو السيطرة على عقول الصغار وغسلها، فإذا كان المعلم قد أتى إلى التعليم بدوافع غير «تعليمية» ووجد نفسه في وظيفة أو بيئة مختلفة عن وظيفة أحلامه، فما حافزه للعمل والتميز والإنجاز؟

آمل أننا تجاوزنا الحاجة إلى إثبات سوء وضع التعليم والحاجة إلى الإصلاح إن لم يكن الإنعاش، فإذا أردنا التركيز على عملية إصلاح التعليم فلابد من التعامل مع ذلك كما نتعامل مع أي عملية، أي بتحليل ومعالجة عناصر العملية. وعناصر العملية التعليمية هي: المدرس، الطالب، المنهج، الإدارة والمستلزمات المادية الأخرى مثل؛ الموقع، المبنى والأجهزة... الخ.

لنركز على المدرس الذي هو عماد هذه العملية. فالمدرس الناجح قادر على تعليم أي طالب في أسوأ الظروف الإدارية والمادية، والفاشل غير قادر على الإنتاج حتى بأشكال الدعم الممكنة كافة. فما الذي يصنع معلماً متميزاً؟

لنحدد الخلطة السحرية للنجاح... لابد من بحث الدافع والحافز والإمكانات. فما دافع المعلم في الكويت بشكل عام؟ والمعلم الكويتي بشكل خاص؟ في أغلب الأحيان - إن لم يكن في كلها - يأتي المدرس الأجنبي والعربي للكسب المادي، قلة من المعلمين الأجانب يبحثون عن خبرات في ثقافات مختلفة عن أوطانهم الأصلية، لكن في المجمل نادراً ما يأتي أحد للتعليم من باب العمل الإنساني أو الخدمة الاجتماعية أو حتى التحدي لتغيير وتطوير عقول الأطفال، أما المعلم الكويتي ففي الغالب يلجأ إلى التعليم لعدم وجود بدائل، أو بحثاً عن دوام مريح وإجازة الصيف. وبعضهم يتجه إلى التعليم بدافع سياسي، هو السيطرة على عقول الصغار وغسلها. فإذا كان المعلم قد أتى الى التعليم بدوافع غير «تعليمية» ووجد نفسه في وظيفة أو بيئة مختلفة عن وظيفة أحلامه ، فما حافزه للعمل والتميز والانجاز؟

حوافز العمل عادة تتركز في الحصول على مكافآت الانجاز (المادية والمعنوية) وتحاشي العقوبات. فما مكافآت العمل التعليمي؟ ما المكافأة التي يجنيها المعلم المتميز؟ وهنا يظهر الفرق بين بعض مدارس التعليم الخاص والتعليم الحكومي.

ففي معظم المدارس الخاصة، هناك نظم ومعايير لقياس الأداء، والمدرس المتميز هو من يحصل على زيادة الراتب والترقية. أما المدرس الضعيف فمن السهل إنهاء خدماته.

أما مقاييس الأداء في المدارس الحكومية فتنحصر في إجراءات شكلية و«توجيه» قديم ومتآكل. وبرغم هشاشة المعايير، فإن تقييمات الأداء تقع فريسة للواسطة والاستثناءات، وينتهي الأمر بأن يكون الحافز علاوة وترقية دورية لا علاقة لها بالأداء، ومن ثم لا مكافأة للتميز أو الأداء.

أما العقاب فيقع تحت طائلة عناصر الضغط السياسي والاجتماعي نفسها المتمثلة في الواسطات والاستثناءات، وبالتالي السيئ باق، وإن دمر أجيالا من طلائع الأمة.

مع ضعف الدافع والحافز نتوقع عادة أداءً متوسطاً، لكن هذا يفترض وجود المعارف والمهارات والسلوكيات الأساسية اللازمة للحد الأدنى من الأداء المقبول. فهل يملك معلمونا ذلك؟ والإجابة تختلف أيضا بين التعليم الخاص والحكومي، وبين المدرس الكويتي والأجنبي، ولنفهم النقص في المعلم الكويتي لنقارنه بزميله في المدارس الخاصة المتميزة. فمهارات المعلم في تلك المدارس لا تقتصر على ما تم اكتسابه في الجامعة أو الكلية، بل تتعدى ذلك بطلب شهادات اعتماد في مجال تدريس مواد الاختصاص.

كما تخطط المدارس لتدريب مستمر طوال العام الدراسي بغض النظر عن عمر المدرس أو سنوات خبرته، وتدعم المدارس الخاصة الناجحة مشاركة مدرسيها في المؤتمرات المحلية والإقليمية والعالمية ليبقوا على اطلاع على أحدث التطورات في مجالات التعليم والتربية، فهل يقارن ذلك بالمدرس الحكومي خريج التربية الأساسية؟