Ad

إذا كان المؤتمر الطلابي «لنبدأ العد لكويت الغد» قد انعقد برعاية كريمة من سمو رئيس مجلس الوزراء وإيذاناً من سموه لتفعيل هذا الدور الشبابي فإن مثل هذه المساهمة يجب أن تكون جديرة باهتمام سمو الرئيس بما طرح فيها من هموم وشجون وفكر وطموح ورأي صريح وثقة مقرونة بالقدرة على العطاء.

«لنبدأ العد لكويت الغد» هو عنوان المؤتمر السنوي الرابع والعشرين للاتحاد الوطني لطلبة الكويت فرع الولايات المتحدة، حيث تشرّفت بدعوة كريمة من الاتحاد بالمشاركة مع نخبة متميزة من آبائنا وبناتنا في هذا المحفل الطلابي الرائع الذي اختزل خلال أيامه الثلاثة روح وعصارة الحياة الكويتية بمختلف أبعادها، سواء على صعيد الالتقاء والتعارف بين شبابنا من مختلف الولايات أو من خلال تشكيل الدواوين المصغّرة في ممرات وقاعات المؤتمر أو على صعيد الدورات الرياضية أو تنظيم الندوات السياسية، وانتهاءً بعرس ديموقراطي آخر لانتخاب الهيئة الإدارية للاتحاد في أجواء تنافسية تذكرنا بانتخابات مجلس الأمة، ورغم هذا التنوع الجميل يظل العنصر المشترك والبارز في كل هذه الفعاليات حب الكويت والتسابق من أجل عيونها.

أما الملاحظة الأقوى التي باتت تتجذّر يوماً بعد يوم وعلى مدى استمرار هذه اللقاءات هو حماس الشباب من الجيل الجديد وجلّهم في العشرينيات من العمر يمثلون نخبة المجتمع من المتفوقين علمياً والدارسين في أبرز الجامعات والتخصصات العلمية ومن سيشكلون عصب الإدارة الوسطى ونماذج واعدة لتبوّء المناصب القيادية وأصحاب القرار خلال العقدين القادمين من الزمن.

ومن يتابع النشاط الطلابي بشكل عام يدرك بحق مستوى الفهم والمتابعة الدقيقة للأحداث السياسية في الكويت في إطار الجرأة والشجاعة في الطرح، ولعلّ عنوان المؤتمر المشار إليه تعبير واضح وصريح ليس فقط على حالة عدم الرضا لما آلت إليه الأوضاع العامة وفي مقدمتها الشأن السياسي وتبعات ذلك من الفساد والتخلف الذي نخر في جسد الدولة، بل أيضاً عزم واثق، وهذا بحد ذاته مؤشر مهم لقياس الفجوة الكبيرة والمتزايدة بين الطموح الشبابي والتراجع الحكومي، ورسالة خطيرة كان حرياً بأصحاب القرار قراءتها واستيعابها منذ زمن بعيد، ويكفي أن تكون أهم هذه المفارقات أن الجيل الذي ولد بعد كتابة الدستور بربع قرن يستبسل للدفاع عن مكتسبات هذه الوثيقة التاريخية، في حين أن من عاش مخاض ولادة الدستور واحتفل قبل نصف قرن بميلاده يسعى إلى إلغائه أو تشويهه!!

وإذا كان هذا المؤتمر الطلابي قد انعقد برعاية كريمة من سمو رئيس مجلس الوزراء وإيذاناً من سموه لتفعيل هذا الدور الشبابي فإن مثل هذه المساهمة يجب أن تكون جديرة باهتمام سمو الرئيس بما طرح فيها من هموم وشجون وفكر وطموح ورأي صريح وثقة مقرونة بالقدرة على العطاء، وأتمنى بالفعل أن يُقدَّم تقرير شامل للشيخ ناصر المحمد لفعاليات مؤتمر «العد لكويت الغد» حتى تكون الرعاية الحقيقة له بتبني القراءة الشبابية وجعلها خارطة طريق لرسم كويت المستقبل، فمن يعيش مثل هذه الأجواء الطلابية يطمئن بالفعل بأن الوطن سوف يكون بأيدٍ أمينة ونوايا صادقة ومحبة واعية مستنيرة!!