Ad

هناك فرق كبير بين عقلية السياسي وعقلية الاقتصادي كالفرق تماماً بين براك «السياسة» خادم الأمة والوطن... وبراك «الاقتصاد» الباحث عن إرضاء المعازيب.

نأمل أن تكون الإجازة الخارجية التي يتمتع بها سمو رئيس مجلس الوزراء، فرصة مناسبة له لتقليب الأمور على وجوهها كافة، ومن ثم حسم أمره وخياراته باتجاه إعادة ترتيب أوراق بيته الحكومي المبعثرة قبل وقت كاف على انطلاق دور الانعقاد المقبل.

أكثر ما اخشاه في هذا الاطار هو اتباع سياسة الهروب، وعدم المواجهة من خلال تدوير بعض الوزراء الذين يلوح في أفق المشهد السياسي شبح توجيه استجوابات ضدهم، ونقلهم إلى وزارة أخرى، على اعتبار أن هذا الإجراء، إن تم، ما هو إلا تأكيد على عجز الحكومة عن المواجهة، وتكريس لمبدأ زحف السلطة التشريعية على السلطة التنفيذية، وتدخل سافر في صلاحيات رئيس الحكومة من خلال تلويح بعض النواب أو الكتل بالفيتو ضد هذا الوزير أو ذاك.

كلنا ندرك أن الوزير بدر الحميضي والوزير عبدالله المعتوق والشيخ صباح الخالد هم الأقرب إلى صعود منصة الاستجواب عند بدء دور الانعقاد المقبل، وبالتالي فإن تدويرهم إلى وزارات جديدة، إذا ما تم بدعوى نزع فتيل التأزيم مع المجلس، سيكون خطأ كبيرا سيفسر على أنه انحناء حكومي أمام عاصفة التهديد النيابي، وهو بمنزلة الحل الترقيعي الذي أثبت فشله في مرات سابقة، ما يجعل الحكومة عرضة للضربات من كل حدب وصوب في حين ترغب أي كتلة نيابية في ذلك، كونها لم تبرهن قدرتها على المواجهة.

اعتقد أن الحكومة في الفترة القليلة القادمة في حاجة إلى استجواب تنجح في تجاوزه وتستعيد من خلاله الثقة لها ولوزرائها، وقبل ذلك وبعده لرئيسها أمام القيادة والشارع، بعد أن فشلت في ذلك عند استجواب السنعوسي والشيخ أحمد العبدالله والشيخ علي الجراح، من هنا فإن المواجهة لا الهروب هي الحل الأمثل ولو على طريقة «يا خال يا بو ثنتين».

* * *

الدكتور سعد البراك الرئيس التنفيذي لشركة الاتصالات المتنقلة لم يجد فرصة مناسبة، أو غير مناسبة، لضرب ابن أخيه النائب مسلم البراك إلا واستغلها. كلنا نتذكر محاولة ترشحه للانتخابات الماضية في دائرة مسلم نفسها رغبة في إسقاطه، لكنه هو ومن دفعوه إلى ذلك أدركوا أن الدائرة عصية عليهم كفارسها فقرروا الانسحاب وحفظ ماء الوجه. سعد البراك الذي خطط ورسم لتهجير «زين» خارج حدود الكويت بعد عقود من الزمن استفادت فيها من احتكار السوق المحلية، عاد اليوم في تصريح لإحدى الصحف لممارسة هوايته عبر بدعة جديدة، بقوله إن «الشعبي» ومسلم سرقوا منه فكرة واسم حركتهم السياسية الجديدة (حشد)، لأنها من بنات أفكاره منذ فترة الغزو على حد قوله. الدكتور العزيز نسي على ما اعتقد ان يسجل «حشد» كعلامة تجارية باسمه، لكنني أجد له العذر في ذلك، لأن هناك فرقاً كبيراً بين عقلية السياسي وعقلية الاقتصادي كالفرق تماماً بين براك «السياسة» خادم الأمة والوطن وبراك «الاقتصاد» الباحث عن إرضاء المعازيب.

* * *

غطاية اليوم

قال استأجروني... فإن خير من يُستأجر هو القوي الأمين، فاستأجرناه ونجح، بعدها قال «حتى لا تضيع الأمانة» فخشينا ان تضيع فنجحناه، لكنه تحول فجأة إلى محامي عن الحكومة في قاعة عبدالله السالم، فأضاع «الأمانة» وأضاعنا معها... فمن هو؟