انتبهوا يا مؤيدي الاختلاط
![حسن مصطفى الموسوي](https://www.aljarida.com/uploads/authors/231_1688321617.jpg)
إذن ما نحتاجه هو تطبيق القانون بعكس التطبيق الحالي، أي إيجاد ساحات ومرافق منفصلة للجنسين مع وجود فصول مشتركة، كأن تكون الفصول بالمنتصف ما بين الساحتين مع وجود بابين لكل فصل. ومع ذلك فإنه من الاستحالة الفصل التام بين الجنسين في الدراسة الجامعية لأن الطلاب والطالبات جميعهم تقريباً بحاجة إلى مراجعة أساتذتهم في مكاتبهم، ومن غير المنطقي تطبيق الفصل في مباني «الدكاترة» أيضاً. أما من ناحية المبدأ، فمع تفهمي لوجهة نظر معارضي منع الاختلاط، فإن هناك حتى تربويين غربيين يؤيدون فصل الجنسين عند الدراسة، وخصوصاً في المرحلة الثانوية، لما له من أثر إيجابي على الطلاب والطالبات من ناحية التركيز على الدراسة. أعرف أن بعضهم سيأتي ويقول: «وماذا عن الاختلاط في الوظيفة؟» ولا أنكر وجود بعض المشاكل نتيجة لهذا الاختلاط، لكنها لا تقارن بمشاكل الاختلاط عند الدراسة وفي سن حساس وقريب من المراهقة. كما أن معارضة الاختلاط قدر الإمكان ليس باباً من أبواب التخلف كما يصفها بعضهم، بل هو موقف شرعي نابع من الرسول الأكرم (ص) الذي سأل فاطمة عن أي شيء خير للمرأة؟ فقالت: «ألا ترى رجلاً ولا يراها رجل»، فهل خاتم الأنبياء (ص) يدعو إلى التخلف؟ هذا لا يعني بالطبع إلغاء دور المرأة في المجتمع، فقد رأينا فاطمة الزهراء (عليها السلام) تخرج لتخطب بالناس عندما اقتضت الحاجة. أدرك جيداً أن ظروف الحياة والزمن جعلت من الصعب تطبيق هذا الحديث بالكامل، لكن يجب علينا محاولة تطبيقه قدر الإمكان في المجالات المتاحة، كما يجب على مؤيدي الاختلاط الانتباه إلى بعض عباراتهم التي تسيء إلى الشريعة وإلى خاتم الأنبياء من دون أن يدركوا ذلك.***لا أعرف حتى الآن ما الأساس الذي تم بموجبه إعطاء أمين عام مجلس الأمة صفة وزير مع أنه في النهاية موظف لدى مجلس الأمة ويعمل لمصلحة أعضاء المجلس المنتخبين من الشعب؟! فهل يعقل أن يتقاضى موظف بشركة ما- مهما بلغ منصبه- أجراً أكبر من ملاكها مثلاً؟! أتمنى ألا يكون هذا الإجراء صفقة متعلقة بنتيجة استجواب وزيرة التربية!