عمّار شلق: الممثل أمام الكاميرا ممثل فاشل في الحياة
عمار شلق ممثل لبناني. خريج قسم المسرح (الجامعة اللبنانية عام 1993) شارك في الكثير من الأعمال التلفزيونية في لبنان والوطن العربي. من أعماله مسلسلات «إبنة المعلم»، «نضال»، «الغريبة»، «المرابطون»، «الاندلس» و{لحظات حرجة». فنان ملتزم وجدّي، يعيش الشخصية التي يمثلها فيجسدها بتقنية عالية. لا يرضى بتصنيف أعماله بالمصري أو اللبناني أو السوري إذ لا هوية للفن بحسب تعبيره. يعتبر أن الممثل في لبنان «مأكول حقه» من الجميع. مستعد لدخول مجال التقديم، لانه ليس بعيداً عن عمله. عن كل هذه المواضيع وسواها من الأمور حادثناه.
ما جديد أعمالك؟ انتهيت من تصوير فيلم «صديقي» إخراج أيلي حبيب، إنتاج رؤى production. أؤدي فيه دور سائق تاكسي، أمه مريضة ولا يملك المال لمعالجتها. المصادفة البحتة تجعله يتعرف إلى إمرأة جميلة وثرية (نادين الراسي). ما ان يقلها إلى المطار حتى تبدأ المطاردة، إذ يكتشف أن زوجها وجدي مشموشي يلاحقها لقتلها من أجل بوليصة تأمين بقيمة مليون دولار. تبدأ الحوادث وتنشأ قصة حب بينهما. إنها المرة الأولى التي أؤدي خلالها شخصية خفيفة و{مهضومة». الفيلم من نوع thriller مليء بالمطاردات. للمرة الأولى نشاهد تحطيم سيارات وما إلى ذلك. سيعرض الفيلم في لبنان لمناسبة عيد الفطر في حال كانت الأوضاع الأمنية مستقرة. صورت أيضاً مع نادين الراسي خماسية «فرصة» وأديت دور ضرير تعرّض لحادث وكيفية تقبله لواقعه الجديد. تلازمه الممرضة صديقته (نادين الراسي). أما في مصر فصورت الجزء الأول من مسلسل «لحظات حرجة» حول مستشفى يستقبل حالات صحية طارئة. أقوم بدور طبيب يعمل هناك ولديه مشاكل مع زوجته وابنه. انتاج أميركي - بريطاني. نستأنف الجزء الثاني منه بعد عيد الفطر.كيف تفسر الإقبال الجديد على الإنتاج السينمائي اللبناني؟رغم الوضع الامني الراهن ثمة تحضير هذا العام لستة أفلام. إنها خطوة جيدة وفريدة فالجمهور اللبناني متعطّش إلى الفيلم والممثل أيضاً. في الفترة الأخيرة شهد شباك التذاكر إقبالاً كثيفاً على الأعمال اللبنانية، ما شجع المنتجين على العمل أكثر. أما بالنسبة إلى الذين يقاطعون السينما اللبنانية فأعتبرهم مدعي ثقافة. علينا جميعاً تشجيع الصناعة السينمائية اللبنانية كي تزدهر. أين أوجه التباين بين الأجانب والعرب؟في الانتاج الصناعي المنظّم المختلف تماماً عن الإنتاج المحلي. دقيقون وجديون. يسخون على عملهم إلى أقصى الحدود. حتى المسمار إن لم يعجب المخرج يأتونه بآخر ولو كلف 1000 دولار. لديهم قناعة «أعطِ العمل حقه يبادلك بالمثل». يتميزون أيضاً بطريقة التعاطي المحترم مع الناس والممثلين. هل تسعى إلى تمثيل فيلم مصري؟التمثيل مهنتي وأرفض تصنيف أعمالي بالمصري أو اللبناني أو السوري. لا هوية للفن. ما يهم هو تقديم عمل محترم احترافيّ بغض النظر عن هويته. ثمة كثر دخلوا الفنّ للتسلية أما أنا فأعمل كي اعيش. للأسف في لبنان الممثل «مأكول حقه» من الدولة والمحطات التلفزيونية ووزارة الثقافة وقانون الإعلام. خصص هذا الاخير 35 ساعة في السنة للدراما اللبنانية لكن معظم القنوات لم تلتزم. مشكورة قناة ال. بي. سي التي التزمت بالقانون. إلى أيّ درجة يهمك أداء دور البطولة في العمل. هل هو شرط للمشاركة؟لا أعلق أهمية كبيرة على الموضوع. البرهان عن ذلك دوري في فيلم «فلافل». ما يهمني هو الدور بخاصة والفيلم بعامة.إلى أي درجة تأخذ من الشخصية التي تؤديها؟هذا يعتمد على الدور. ثمة شخوص يجب أن تعطيها منك وأخرى تشعر بأنها تغلفك وتلبسك. الإنسان عبارة عن كتلة مشاعر يجسدها الممثل بطريقة لائقة وهادفة. أحياناً تتطلب مني الشخصية وقتاً كي أتخلص منها لأنني أعيشها بصدق.هل تدرس الشخصية قبل تمثيلها؟ كثيراً وبهوس. في مسلسل «لحظات حرجة» كان يرافقنا أطباء يعلموننا كيف نمسك المبضع ونضرب الإبرة. كانوا يتقاضون أجراً مثلنا. هذه إحدى حسنات الإنتاج الأجنبي. في حديث سابق أبديت استعدادك لدخول مجال التقديم. هل ما زلت متمسكاً بذلك؟بلى، أبديت استعدادي للتعدي على كار التقديم. لكن الفكرة غير واردة حالياً. الكل يتعدى على كار التمثيل ومجال التقديم ليس بعيداًَ عن جوّنا. بصراحة رأيت الأمر من منظار المردود المالي.من يلفتك من المخرجين؟أيلي حبيب وشريف عرفة.ماذا يعني لك شهر رمضان؟شهر الخير والمحبة والعطاء. من يعطي يفرح أكثر من الذي يأخذ. في شهر رمضان تعطي الناس بصدق من قلبها. تجتمع العائلة إلى طاولة الإفطار لا لتناول الطعام فحسب بل لتمضية سهرات مليئة بالألفة والإيمان. يأمل المؤمنون في هذا الشهر أن يغفر الله خطاياهم. هدف الصوم في سائر الأديان التكفير عن الذنوب.ما رأيك في الخيم الرمضانية؟أنا في الأساس لست من رواد اماكن السهر. أما بالنسبة إلى الخيم الرمضانية فتجارة في نظري. فليخصص هذا الشهر الفضيل على الأقل للربّ لا للتجارة. يرتاد البعض للترفيه أو كمكافأة لصومهم طوال النهار. إنه شهر العبادة ولا يستطيع أحد تشويه معناه. هدف الصوم أن يشعر الإنسان بالجوع والحرمان وأن يهذّب روحه.متى بدأت الصوم؟بدأت الصوم في الثالثة عشرة نشأت في كنف عائلة مؤمنة.هل تتابع البرامج الفنية في شهر رمضان؟أتابع قسماً منها. المشكلة في الكمّ الهائل من الأعمال الفنية التي تعرض في هذا الشهر فتظلم بعضها وتنصف أخرى. يضيع المشاهد في الإختيار. يعمل الفنان طوال العام من أجل شهر رمضان. أحياناً يعاد بث الأعمال التي عرضت في هذا الشهر فتلاحظ أعمالاً جميلة لم ترها سابقاً.ما الذكرى التي تحملها من شهر رمضان؟أذكر في صغري حين كنا نسكن في طرابلس أنني كنت أسير مسافة ربع ساعة لأشتري مشروبات الخروب والسوس من سوق البازركان.هل أنت ممثل بارع في الحياة كما في أعمالك؟الممثل أمام الكاميرا ممثل فاشل في الحياة. الناس تمثل كل الوقت واضعة قناعاً. أما الممثل فيتمرن طوال الوقت ليخرج هذه الأحاسيس ويرمي الأقنعة كافة أمام الكاميرا ومن شدة اتقاننا لها لا نستطيع إعادتها وممارستها في حياتنا الحقيقية.