Ad

أعضاء حزب «يا عمي» يشتركون في أنهم رغم سلبيتهم وسوداويتهم فإنهم دائمو التذمر من أمور الحياة من حولهم، وفي المقابل لا يبذلون أي جهد لإصلاحها، كما يتصفون بالانتهازية.

كتبت في مقال الأسبوع الماضي عن جماعة «حسافة عليك»، ممن لسبب أو لآخر فقدوا الإيمان بأهمية العمل الوطني وكفروا به، وكم هو محزن تقييمهم للعمل الوطني حسب مقدار الاستفادة الشخصية منه، بعد أن كانوا من قياداته، هؤلاء هم أحد مظاهر الواقع السلبي الذي يصطدم به كل من يخرج من تجربة دراسية أو عملية، محملاً بالأفكار والطموح، ومن بين المظاهر الأخرى فئة من الناس دائمو التذمر يتشابهون مع جماعة «حسافة عليك» في زرع الإحباط في نفوس المبدعين، لكنهم أكثر عدداً وانتشاراً بيننا، ومثال عليهم عندما تحاول أن تجتهد وتبدع فيقول لك أحدهم «يا عمي... شالله حادك!»، بمعنى أنك لست مجبراً على العطاء أكثر مما يطلب منك.

أعضاء حزب «يا عمي» يشتركون في أنهم رغم سلبيتهم وسوداويتهم فانهم دائمو التذمر من أمور الحياة من حولهم، وفي المقابل لا يبذلون أي جهد لإصلاحها، كما يتصفون بالانتهازية من حيث انهم أكثر من يستسهل تجاوز القوانين، وفي الوقت نفسه أول من يتذمر من الظلم الواقع عليهم نتيجة تجاوز غيرهم للقوانين، كما تتجلى انتهازيتهم في أنهم مع عدم اكتفائهم بالسلبية فهم يستخسرون عليك بذل الجهد لإصلاح الأمور، وكل جهودهم تنصب في تثبيط عزيمتك، ولكن تجدهم أول من يقف في الطابور طمعاً في الاستفادة مما حققته، إذ قد يخال لنا أنهم يتصفون باللامبالاة، بل العكس صحيح تماماً فهم أحرص الناس، ولكن لمنفعتهم فقط.

في مقال الأسبوع الماضي وجهت اللوم والعتب إلى الأشخاص السلبيين نفسهم، ولكن الوضع مختلف بالنسبة الى حزب «يا عمي»، فمن رأييّ أن هناك خللاً في الفكر السائد في المجتمع، حيث ان الجميع مؤمن بأحقيته بما يحصل عليه دون بذل أدنى جهد، وذلك نتاج تراكمات عدة على مر الزمن من حيث تبني الدولة لكل ما يؤصل ويرسخ المفاهيم الاستهلاكية، والمصلحة الشخصية للأفراد، ويتطلب الأمر جهداً وزمناً مماثلين لتعديل تلك المفاهيم، ولكننا باستطاعتنا البدء بالعلاج عن طريق عدم الامتثال لسلبيتهم، فكل ما يتطلبه الأمر هو أن نحيط أنفسنا في مجالسنا بأناس إيجابيين قليلي التذمر والكلام وكثيري الفعل والإنجاز، مع محاولة فهم حزب «يا عمي»، وكيف وصل أعضاؤه إلى ما هم عليه بدلاً من الانغلاق والتقوقع.

Dessert

محزنٌ أن تأتي مقولة «يا عمي...» المحبطة ممن هو في موقع مسؤول، ومن المفترض منه تشجيع موظفيه الصغار على الإبداع، إذ كيف لنا أن نلوم الصغار إن كان الكبار بهذه السلبية.