«إن إنجاز هذه القضايا يتطلب تعاوناً جادّاً... يقوم على حسن النوايا، وإحساس بالمسؤولية، واعتماد الحوار البناء لبلوغ الرأي الأصوب»، «وسر النجاح هو التعاون الجاد القائم على حسن النوايا والإحساس بالمسؤولية واعتماد الحوار البناء»، «وما أضرّ الأمم أكثر من الجدل وقلّة العمل»... سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد مفتتحاً الدور الانعقادي الثالث، من الفصل التشريعي الحادي عشر لمجلس الأمة الكويتي...
حظيت كلمة سموه في بداية هذا الموسم التشريعي، باهتمام كبير، لما لها من تأثير في المشهد السياسي المحلي، والإقليمي، وإن كان من الصعب الإحاطة الشاملة بكل النقاط والأفكار التي وردت في الكلمة... إلا أنني سأقف عند ما جاء فيها من محاور:المحور الأول تناول «بداية الديموقراطية» مبيناً تأصل العمل الديموقراطي منذ نشأة الكويت، مترسخاً في النفوس وسابقاً للحياة البرلمانية بمراحل، أما المحور الثاني فتناول موضوعاً مهمّاً للغاية وهو العلاقة بين السلطات... ومن خلاله طرح سمو الأمير «الوصفة الناجعة» للتعاون بين السلطات، والمتمثلة في مراعاة الحدود الدستورية بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، وحذّر سموه من استخدام أسلوب التجريح والأزمات المفتعلة بهدف إدارة النزاعات، لأن تلك الأساليب لم تكن يوماً عوامل بناء للعلاقات المرجوة، إنما معاول هدم للوحدة الوطنية، وأما المحور الثالث فامتزجت مشاعر سموه بمشاعر الشعب، مقترباً من نبض الشارع الكويتي لافتاً النظر إلى شعور أبناء الوطن بالمرارة والإحباط، نتيجة لانعدام التعاون وتواضع الإنجازات، وختمها بدعوة أبوية لفتح صفحة جديدة من العمل وتحديد الأولويات. ومن خلال المحور الرابع الذي تناول «التحديات على جميع المستويات» فدعا سموه إلى حماية وتحصين المجتمع من الشائعات المغرضة، وأوضح سموه من خلال المحور الخامس «أولويات العمل المشترك»، وفي مقدمتها قضايا الأمن والتنمية بنوعيها الاقتصادية والبشرية، والتعليم والصحة، والإصلاح الإداري... أما المحور السادس والأخير فدار حول «المرحلة القادمة»... ومن خلاله دعا سموه إلى التعاون التام والجهد المتميز والنقلة النوعية لتحقيق الإنجاز والعودة إلى ترسيخ مفاهيم الديموقراطية... ديموقرطية احترام الرأي والرأي الآخر... وغرس المفاهيم السامية في نفوس الأجيال القادمة... وضرورة أن يكون الحوار من أجل الإنجاز... وحذّر سموه من هدر المزيد من الوقت في جدل لاطائل منه. لاشك أن المبادرة الأميرية المتمثله في النطق السامي لهذا الفصل التشريعي تركزت حول مواضيع نحن في أمسّ الحاجة إلى وضعها نصب أعيننا، كالالتزام بالسبل المثلى في تحقيق التطور الإيجابي للسلوك البرلماني الكويتي، والحرص على تعزيز التعاون والحوار بين السلطات.وفي الختام أرجو أن يسمح لي أعضاء مجلس الأمة باقتراح استبدال «لجنة الرد على الخطاب الأميري» بـ«لجنة الالتزام بالخطاب الأميري».
مقالات
قراءة في النطق السامي لسمو أمير البلاد
13-11-2007