آخر وطن: أُمنيات 2008
عام جديد... أحلام جديدة، وربما قديمة ستستمر، ومن جديد أيضاً سنفتتح أوراق «روزنامة» جديدة، وستتساقط أوراقها واحدة تلو الأخرى، ولكن... ما الذي سيتساقط مع هذه الأوراق؟! إنها أيامنا... سيمر يوم بعد الآخر، وسنكون في كل يوم شاهدا حيا على رحيل اليوم السابق، ننتزع أوراق العمر من «الروزنامة» بأيدينا، وربما يصادف أحيانا أن نحتفل بانتزاع تلك الورقة، عندما يصادف تاريخها مناسبة غالية علينا.
كل ورقة من هذه الأوراق يفترض أنها تحمل كل آمالنا وآلامنا، وأمنياتنا... على ذكر الأمنيات، اعتدت أن أكتب كل ما أتمناه في بداية كل عام في الصفحة الأخيرة في «روزنامة» ذلك العام، وفي نهاية السنة، وعند الصفحة الأخيرة، أجد ما كتبته، وأعيد قراءته لأرى ما تحقق من أمنيات، وما هي الأمنيات التي لم تتحقق بعد، غالباً تتحقق بعض الأمنيات على المستوى الشخصي، أمنيات صغيرة أحيانا، لكن فرحتي بتحقيقها كبيرة. هذا العام سأشارككم أمنياتي التي كتبتها في آخر «روزنامة» 2008م: - أن أُحِب وأن أُحَب. هذه الأمنية أكتبها في كل عام، وأفتتح بها أمنياتي دائماً، وعندما تتحقق أسمّي السنة بأهم صفة من صفات من أحببت، كأن تكون: سنة النار، سنة الهتان، سنة ملكة الليل «نوع من الزهور»، سنة التيه... إلخ. - أن أجد مكاناً آمناً للحب. المكان ليس مرتبطاً فقط بالحدود الجغرافية، وإنما بكل ما يحيط بهذا المكان وكل ما يتشكل فيه، أتمنى أن يكون ملائماً لاحتضان المشاعر المورقة (وبالمناسبة هذه أيضاً أمنية تتكرر كل عام). - أن أرى في عائلتي الصغيرة خلال هذا العام ما يفرحني ويُقرّ عيني (أمنية تتكرر). - أن يهدي الله شعراءنا الكرام، ويسرعوا لإنقاذ أروحنا وقلوبنا من الصدأ، بقصائد تعيد إلينا أحاسيسنا المختطفة من قبل الرماد!! - أمنية تتكرر في السنوات الست الأخيرة، أن تنزل طيور من أبابيل لتحرق قصائد «المهايط» وتمحوها من الوجود، كما أتمنى أن تشطب من مسيرة الشعر العامي المعاصر حتى لا تبقى نقطة سوداء في صفحاته. - أن تُفتح النوافذ والأبواب على مصراعيها للإبداع الشعري القادم من كل الجهات، من دون التمييز الجغرافي له أو لجنسيته أو للغته أو لهجته، وأن يتم التلاقح بين هذا النتاج ونتاجنا لما فيه فائدة الطرفين. - أن أرى مزيداً من التجريب في القصيدة العامية، أتمنى أن أقرأ تجارب جديدة وجادة على مستوى كتابة القصيدة، فحالة النكوص بالقصيدة إلى الخلف، يلزمها مزيد من الجهد، بل من الجهد المضاعف، للأخذ بيد القصيدة العامية إلى المستقبل، والدخول معها إلى ما وراء الأفق لاكتشاف أراضٍ وسماوات أخرى مغرية. - أن تتطور الحياة الثقافية لدينا، وأن يسمو الفن بشكل عام، وألا يواصل (في أسوأ الأحوال) انحداره! سئمنا من السموم التي تغذي وجداننا طوال السنوات الأخيرة، نريد أن نتنفس فنًّا نقياً لهذا العام. - أن يعمّ السلام مجتمعاتنا العربية، السلام الخلاّق الذي يعيدنا إلى درب الحياة الكريمة الفاعلة في الحضارة الإنسانية. - على ذكر السلام، أتمنى أن نتعايش أنا والضغط والكوليسترول بسلام، وأن نجد حلاً مُرضياً لجميع الأطراف يحفظ «حياتنا» جميعا، بحيث لا يحفظ هذا الحل حياة أي طرف على حساب حياة الأطراف الأُخرى. - أمنية أخرى أخيرة، أن تبقى حبيبتي بخير.