أكد رئيس جمعية المستقبل عبد الأمير الناصر أن اسباب التطرف تنقسم قسمين، الأول أسباب داخلية تتمثل في مناهجنا التعليمية التي تعتمد على التلقين وتفتقر الى الفهم والوعي والتحصين بالحوار والاقتناع ورفع كفاءة الظلال، وانتشار التثقيف الديني غير المنهجي، وأخذ التعاليم الدينية من مصادر غير موثوقة علمياً، إضافة إلى استخدام الدين كورقة لتحقيق مكاسب سياسية سريعة، ويضيف عبدالأمير سببا آخر وهو قلة منتديات الحوار المفتوحة اعلاميا، التي تتيح لكل التوجهات التعبير عن آرائها وتصوراتها من خلالها، وتوقف الاعلام المحلي عند حدود البرامج غير الهادفة أو الموجهة لبعض الأطراف وما لاحظه من خلال برامج الإذاعة والتلفزيون التي تنقل وجهة نظر رأي واحدة ويتم تجاهل الفكر والرأي الآخر، وهذا ما يؤدي إلى قصور في فهم فكر الآخرين، كما ساهمت بعض المؤسسات الإعلامية الموجهة مثل بعض الصحف والفضائيات في تكريس هذا التوجه، التي كان من المفترض أن تكون منبرا ديموقراطيا لنقل جميع وجهات النظر الحيادية ومن دون تحيز.
أما عن الأسباب الخارجية فيعزوها الناصر إلى ارتفاع درجة التوتر السياسي والأمني في المنطقة، وتزايد الشعور بتهديد الهوية الدينية والوطنية، وارتفاع حدة النزاعات لأسباب دينية وطائفية في الدول المجاورة وانتقالها إلى الكويت عبر بعض الكتاب والناشطين من التيارات المختلفة حتى من خلال بعض أعضاء مجلس الأمة الكويتي، وهذا ما يؤدي إلى زعزعة الاستقرار والأمن الاجتماعي والوطني، حيث اننا لم نعهد ذلك في أهل الكويت إلى وقت قريب، وتنفيذ بعض الجهات الخارجية أجنداتها المختلفة من خلال الكويت واستغلال مناخ الحريات السياسية ضد مصالح البلد، التدخل في الشؤون الداخلية في الكويت عبر استضافة بعض الناشطين السياسيين والدينيين المحسوبين على تيارات معينة الذين يثيرون التفرقة بين فئات المجتمع الكويتي الذي جبل على الوحدة والتعايش السلمي، وهنا يأتي دور الدولة في تطبيق القانون ورصد هذا التدخل من خلال بعض المنتديات التي تقوم في مثل هذا العمل.وحول التناقض الظاهري لوجود منابر للتعبير عن الرأي ووجود التطرف الديني يؤكد عبدالأمير أن وجود الحريات السياسية ومنابر التعبير عن الرأي لم تصل إلى درجة استيعاب كل تنوعات المجتمع الكويتي فالكثير من المنابر تعتبر حديثة النشأة والفاعلية، والدليل على ذلك قانون جمعيات النفع العام وقانون إشهار الصحف الذي ظل معلقاً إلى فترة قريبة، ولم يفتح باب التراخيص إلا أخيرا... والجمعيات والصحف تعتبر من أهم المؤسسات الوطنية المؤهلة لاستيعاب الأفراد واتاحة الفرصة أمامهم للتعبير عن آرائهم.ويضيف ثانياً: إن بعض تيارات العنف لا يمكن استيعابها بالحريات لأن أجندتها معبأة بالكراهية ضد الآخر المختلف معها عقائديا أو فكريا، وبالتالي فإن وجود منابر للتعبيرعن الرأي لا يعني عند هذه الجماعات سوى المزيد من أدوات الصدام والمواجهة.وحول مسؤولية أطراف متطرفة من جانب السنة أو الشيعة في الكويت عن شحن الأجواء واضعاف فكرة التسامح يقول عبدالأمير: الحقيقة أن هناك عناصر متطرفة ومتوترة من الطرفين وكلاهما يعمل على تأجيج حالة التطرف من جانبه ويحاول أن يجذب أكبر عدد من الأنصار، أما الأكثرية الساحقة فهم ضحايا لهؤلاء الموتورين، ويندفعون عاطفيا للاصطفاف الطائفي دون إدراك لأسباب هذا التوتر وخلفياته والمستفيدين منه سياسيا ودينيا واجتماعيا.ويضيف أن التطرف حالة فكرية يمكن أن يصاب بها أي انسان أو جماعة إذا لم تتخذ التحصينات اللازمة، فالتطرف ليس له هوية مذهبية أو دينية محددة، كما أن الاعتدال ليس له هوية مذهبية أو دينية محددة، إنما هي حالة فكرية يتبناها الفرد والجماعة في ظروف وبيئات معينة بغض النظر عن التزامه أو تحلله الديني.
قضايا
عبدالأمير الناصر: تيارات التطرف تستغل جو الحريات للإثارة والصدام
05-07-2007