روح اليابان
حين انتهيت من قراءة كتاب «البوشيدو» لمؤلفه «اينازو نيتوبي» أدركت سر عظمة هذه الأمة... وعرفت كيفية فهمها.
الكتاب بمنزلة دستور أخلاقي يتكون من 17 فصلاً. 1- «البوشيدو باعتباره نسقاً أخلاقياً» وكلمة «بو - شي – دو» تعني طرائق الفارس المحارب التي يجب الالتزام بها... وهي «وصايا النبالة» المتناقلة شفاهة. 2- مصادر البوشيدو: تعاليم الزن ولاهوت الشنتو الذي «يؤمن بالخير الفطري والنقاء الشبه الإلهي للروح الإنسانية» بالإضافة إلى كتابات كونفوشيوس ومنشيوس. 3- الاستقامة أو العدل. 4- الشجاعة روح الجسارة والتحمل. وقد ساعدني هذا الفصل في فهم شعر عنترة بن شداد: ولقد ذكرتك والرماح نواهل مني/ وبيض الهند تقطر من دمي/ فوددت تقبيل السيوف لأنها/ لمعت كبارق ثغرك المتبسم. الشرح في الكتاب يبيّن أن الشجاعة في الحضور الهادئ للذهن، والتجلي الساكن للبسالة». أما الجسارة فهي التجلي المتحرك، هدوء لا يؤخذ الإنسان فيه على غره... توازن روحي وذهني لا تهزه الكوارث، لذلك بإمكانه أن يتغنى أو ينظم القصائد... وضرب مثلاً «بأوتادوكان» حين تغنى قاتلُه بالقول: آه في لحظات كهذه... يضن فؤادنا بسنا الحياة وردّ البطل المحتضر: لولا أنه في ساعات الصفو... تعلم الاستهانة بالحياة. 5- الرحمة والتعاطف: وفيه مثال للرحمة يقول نيتوبي: «لا يليق بالصياد أن يذبح الطائر الذي يلوذ به». وكتب أمير شيراكاوا: على الرغم من أن هؤلاء الثلاثة يجرحون مشاعرك، فلا ينبغي عليك إلا أن تبدي التسامح فحسب والثلاثة هم: النسيم الذي ينثر زهورك بعيداً، والسحب التي تحجب عنك قمرك، والإنسان الذي يحاول إغضابك ليدفعك إلى مشاجرته». 6- اللطف والتهذيب: ويعنى بترتيب الذهن بحيث أنك عندما تكون جالساً في هدوء لا يستطيع أكثر الأوغاد خشونة وفظاظة أن يجرؤ على مهاجمتك بحيث يصبح حفل الشاي طريقة عمل تجسد الانضباط الروحي. ويقول: إن الأميركي يتحدث عن المادة التي تتألف منها الهدية، بينما الياباني يتحدث عن الروح التي تدفع إلى تقديمها. 7- الصدق والإخلاص. 8- الشرف. 9- الواجب والولاء 10- تعليم الساموراي وتدريبه. 11- ضبط النفس. 12- الانتحار والثأر: ويشرح فيه الانتحار الواعي، وهو الهاراكيري وطريقة أدائه، وهذا مقتطف من البوشيدو: «الاستهانة بالموت عمل شجاع من أعمال البسالة، ولكن حيثما تكون الحياة أفظع من الموت، فإن البسالة الأكثر صدقاً عندئذ تكون الإقدام على الحياة». 13- السيف روح الساموراي. 14- تدريب المرأة ومكانتها: يقول «إننا -نحن اليابانيين- نعتقد أن مدح الرجل لزوجته هو مدح لجزء من نفسه، ومدح الذات ينظر إليه في أفضل الأحوال على أنه مجاف للذوق». 15- تأثير البوشيدو: إن اليابان مدينة بكيانها للساموراي، فهم لم يكونوا زهرة الأمة فحسب، وإنما كانوا جذرها الراسخ كذلك. 16- هل لايزال البوشيدو على قيد الحياة؟ في ذلك كتب يقول «كان البوشيدو، من دون أن تدوّن تعاليمه، ولا يزال الروح المحركة لبلادنا والقوة التي تدفعها قدماً. وأما عن مستقبل البوشيدو فقد كتب يقول «ما عليك إلا أن تجرد الياباني من الأفكار البالغة الحداثة، ليتبدّى في هيئة ساموراي.