يرى مراقبون أن إيران تنتهج سياسة «العصا والجزرة»، في مقاربتها للملف النووي، ففي حين يمضي المسؤولون الإيرانيون في التصعيد ضد الأمم المتحدة والدول الكبرى، يحاول كبير المفاوضين الإيرانيين علي لاريجاني امتصاص ردود الفعل الدولية من خلال لقاءاته بمسؤولين أوروبيين.تكتم وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير عن الكشف عما اذا كان لقاؤه كبير المفاوضين الايرانيين في الملف النووي الايراني علي لاريجاني امس الاول في برلين اسفر عن نتائج ملموسة، مكتفيا بالقول ردا على سؤال عما إذا كان اللقاء انتهى الى تقدم ملموس بشأن الخلاف حول البرنامج النووي الإيراني «لا أستطيع أن أقول ذلك».
وأشار الى انه «خلال مثل هكذا محادثات يتعلق الامر بخلق «المزيد من المرونة» من الجانب الايراني و «اقناع» طهران بالتخلي عن سياستها الحالية. موضحا ان «هذا الامر يجب ان يكون جهدا متواصلا»، وداعيا الى ترقب الاجتماع المقبل بين لاريجاني والممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا خلال الشهر الجاري لمعرفة ما اذا كان سيؤدي الى تقدم معين على هذا الصعيد .وقالت مصادر دبلوماسية في برلين ان المباحثات «تجري بتشاور وثيق ومتواصل مع سولانا».من جهته كشف لاريجاني انه اجرى محادثات مع مسؤولين سويسريين أمس الاول فيما يتعلق بالنزاع حول خطط ايران النووية، مشيرا الى «ان اقتراحا سويسريا سابقا لانهاء المواجهة يحتاج الى تعديلات»، ومعتبرا «أن الموقف الاوروبي من الملف النووي الإيراني يتسم بالعقلانية أكثر فأكثر ».وقال لوكالة الانباء الايرانية عقب عودته من رحلة الى سويسرا والمانيا، حيث اجرى محادثات شتاينماير «عقدت مفاوضات جديدة مع السويسريين لانهم مهتمون بلعب دور نشيط في هذه المسألة»، ممتنعا عن التعليق على محادثاته في المانيا.وأشار الى «ان سويسرا يمكنها ان تنشط في اطار العمل الذي نتبعه نحن وخافيير سولانا، وينبغي ان تكيف نفسها مع الوضع الحالي للمناقشات، لافتا الى أن «الاقتراح السويسري لا يمكن ان يكون اساسا لاتفاق لكن الخطة يمكن تعديلها».وقال دبلوماسيون ان سويسرا اقترحت ماضيا خطة على مراحل تؤدي إلى تعليق متزامن لانشطة تخصيب اليورانيوم الايرانية، وعقوبات الامم المتحدة بما يمكن من بدء محادثات بين ايران والقوى الدولية الكبرى.وفي وقت لم يوضح لاريجاني ما هي التعديلات التي تريدها ايران على الاقتراح السويسري، استبعد مسؤولون ايرانيون تعليق انشطة طهران الذرية التي يصرون على انها تهدف الى صنع وقود لمحطات الطاقة النووية المزمعة في ايران.وكانت المفاوضات استؤنفت بين الاتحاد الاوروبي وايران عبر لاريجاني وسولانا، حول مسألة الملف النووي الخميس الفائت في مدريد. وفي وقت اكد لاريجاني بعد لقائه سولانا على وجود «قدرة» على تسوية الازمة النووية الايرانية. افادت متحدثة باسم سولانا عن احراز «بعض التقدم في مجموعة من المسائل»، مشيرة الى لقاء جديد سيعقد قريبا بين الرجلين في وقت قريب.واستبعد الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد مرارا أي تراجع عن البرنامج النووي، بما في ذلك فكرة «التعليق المزدوج» الذي بمقتضاه توقف ايران تخصيب اليورانيوم في مقابل رفع العقوبات التي تهدد الامم المتحدة بفرضها على طهران.وفي حين اكد لاريجاني الشهر الفائت ان ايران تتيح للوكالة الدولية للطاقة الذرية زيارة منشآتها النووية في اطار القواعد الدولية، تشير الوكالة الى انه مازالت هناك اسئلة يجب على طهران الإجابة عنها بشأن انشطتها الذرية.الادعاء على أميركيين بتهم التجسس في غضون ذلك اكد الادعاء العام في طهران أمس انه تم توجيه تهمة التجسس الى اميركيين من اصل ايراني محتجزين في طهران هما الاستاذة الجامعية هالة اسفندياري وعالم الاجتماع كيان تاجبخش بعد ان «اعترفا» بما نسب اليهما اثناء استجوابهما.ووجهت الى الصحافية برناز عظيمة التي هي غير محتجزة، ولكن تمت مصادرة جواز سفرها، تهمة التعامل مع اذاعة اميركية «معادية للثورة».ونقلت وكالة «ايسنا» الايرانية عن حسن حداد المدعي العام المساعد في طهران ان اسفندياري وتاجبخش «وجهت اليهما تهمة التجسس».واضاف «لقد اقرا بانهما قاما باعمال تجسس بيد انهما اكدا انهما كانا ينويان مساعدة ايران. وتم التعرف على اشخاص على علاقة بهذه القضية في طهران»، مشيرا الى ان عظيمة «متهمة بالتعاون مع راديو فاردا وهي اذاعة مضادة للثورة» الايرانية، وقال «على الرغم من تعهدها بعدم العمل مع هذه الاذاعة فانها واصلت القيام بذلك. وان ملفها جاهز لاحالته الى القاضي».وراديو «فاردا» الذي يبث على مدار الساعة بالفارسية ويلقى رواجا في ايران ممول من الولايات المتحدة.وكانت وزارة الخارجية الاميركية ووسائل اعلام ايرانية اعلنت عن اعتقال مواطن اميركي من اصل ايراني رابع هو رجل الاعمال علي شاكري، لكن المدعي العام الايراني نفى الامر .الى ذلك طالب الرئيس الاميركي جورج بوش الاسبوع الماضي بالافراج الفوري وغير المشروط عن «العديد» من الايرانيين الاميركيين الموقوفين في ايران، في حين ترفض ايران الاعتراف بالجنسية المزدوجة ونددت بـ «التدخل» الاميركي في هذه القضية.
دوليات
لاريجاني بعد لقائه وزير الخارجية الألماني ومسؤولين سويسريين: الموقف الأوروبي يتسم بالعقلانية أكثر فأكثر
07-06-2007