سجل مصدر حكومي لبناني مجموعة من الملاحظات في الشكل والمضمون على الدعوة التي وجهتها سورية الى لبنان لحضور القمة العربية المقررة في دمشق نهاية الشهر الجاري.

Ad

ووصف المصدر المذكور زيارة الوفد السوري الى بيروت قبل ظهر أمس بأنه أشبه بـ «عملية تهريب» منه الى مهمة رسمية تقضي بنقل دعوة من القيادة السورية الى القيادة اللبنانية لحضور القمة العربية.

ولفت الى أن القيادة السورية بدت كمن استغل فرصة مغادرة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة بيروت الى دكار للمشاركة في اعمال مؤتمر قمة الدول الإسلامية لتنفيذ مناورة سياسية وإعلامية بعيدة كل البعد عن الأعراف الديبلوماسية وعن أصول التعاطي بين الدول.

وينطلق المصدر الحكومي اللبناني من طبيعة الزيارة المفاجئة ليسجل ملاحظات في الشكل وفقا للآتي:

1 - إن القيادة السورية، صاحبة الدعوة، هي التي اختارت الجهة اللبنانية التي تتسلم الدعوة، علما أن الأصول تقضي بأن يحدد المدعو الجهة التي ستتسلم الدعوة الموجهة اليه في حال تعذر عليه او ارتأى عدم تسلم الدعوة مباشرة.

2 - إن وزير الخارجية المستقيل فوزي صلوخ الذي تسلم الدعوة السورية أعلن بعد استقباله الوفد السوري أن مساعد وزير الخارجية السوري احمد عرنوس نقل بتكليف من رئيس الحكومة السورية محمد ناجي العطري الدعوة الموجهة الى رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة لحضور القمة العربية. علما أن الدعوات التي وجهت الى قادة الدول العربية الأخرى جاءت بتكليف من الرئيس السوري بشار الأسد باعتبار أن المؤتمر هو مؤتمر قمة. وفي ظل فراغ سدة رئاسة الجمهورية في لبنان فإن الأصول تقضي بأن يوجه الرئيس السوري بشار الأسد الدعوة الى السنيورة باعتباره رئيسا للحكومة التي تتولى بالوكالة صلاحيات رئيس الجمهورية. أما وصول الوفد السوري مكلفا من رئيس الحكومة السورية فدعوة تشوبها عيوب بروتوكولية أساسية تنال من سيادة الدولة اللبنانية ونظامها السياسي ودستورها ومؤسساتها.

3 - إن تسليم الدعوة السورية الى الوزير المستقيل يعتبر في الجانب السياسي منه إصرارا سوريا على التدخل في الشؤون الداخلية للبنان وتبنيا لوجهة نظر فريق المعارضة (قوى 8 آذار) من الأزمة الداخلية، في وقت يفترض بسورية كرئيس مقبل للقمة العربية أن تتعاطى مع الدول العربية الأعضاء بمنطق احترام سيادة الدول.

ويشير المصدر الحكومي اللبناني الى أنه بمعزل عن الشكل فإن الاتجاه الذي بات مرجحا للتعاطي الرسمي اللبناني مع القمة يميل في المضمون الى مقاطعتها باعتبار أن لا رئيس للجمهورية في لبنان نتيجة للضغوط والتدخلات السورية التي تحول دون ذلك. وبالتالي فإنه بمعزل عن موقع الحكومة ودورها وصلاحياتها فإن الأكثرية (قوى 14 آذار) تميل الى عدم حضور القمة لعدم اعطاء سورية براءة ذمة، ولرد كرة النار التي حاولت دمشق التخلي عنها برميها من يديها في الملعب اللبناني وبين أيدي المسؤولين اللبنانيين.

ويشدد المصدر الحكومي على أن الموقف اللبناني الرسمي الذي سيتبلور في غضون الأيام القليلة المقبلة سيرتكز على عدم الغرق في مناقشة الشكليات وعلى ضرورة حسم جوهر المشكلة من خلال رفع سورية يدها عن لبنان والسماح للبنانيين بانتخاب رئيس للجمهورية يكون رأس الدولة وفقا للدستور ويمثلها لدى المحافل العربية والدولية كافة.