لا أعرف ماذا يُسمي علماء الاجتماع مجتمعاً تهاوت به الأخلاقيات إلى المستوى الذي نجد فيه امرأة بالغة تسأل طفلة في العاشرة من عمرها، قابلتها مصادفة عندما وجدتها تلهو مع ابنتها: أنت سنية أم شيعية؟«من المسؤول عن حماية أطفالنا من التشويه المتعمد لبراءتهم»؟
إن السلوكيات الفاقدة للإدراك، التي تعتري المجتمع وتتسبب في تمزيق متعمد لنسيجه، أصبحت أكثر جرأة في الظهور، ولا مانع يصدها عن كشف بشاعتها، فعندما يسأل طالب زميل له، وهما في المرحلة الدراسية المتوسطة، عن مذهبه، فالبلد في خطر، وإذا لم نتعامل مع تلك الظاهرة على المستوى المطلوب من الأهمية، فنحن أمة تنتحر.
أصبحت الحاجة إلى تحديد الجهة الرسمية المسؤولة عن التصدي لتلك الظواهر الدخيلة على المجتمع في غاية الأهمية، والاختيار بعناية لمن يتولى مسؤولية تلك المهمة أكثر من أهمية، كما أن التصدي لتواطؤ فئات من المجتمع في المحافظة على الهوية الوطنية يجب أن يكون هاجس الجميع، لأننا جميعنا مؤتمنون حين يبدأ التدمير من الجيل الذي نراهن عليه مستقبل البلد.
فغالبية أفراد المجتمع، لا تكتفي بممارسة هواية استجواب - من يراه لطيفاً معه - عندما يصادفه بلقاء وللمرة الأولى وقد تكون الأخيرة - عن تاريخ عائلته، بل تجاوزت تلك الهواية الاحتراف، إلى أن وصلت إلى الأطفال، فلم يعد هناك ما يردع أو يخجل أياً كان منهم من أن يسأل الأطفال الى أي مذهب هم ينتمون؟
لا أعرف ماذا يُسمي علماء الاجتماع مجتمعاً تهاوت به الأخلاقيات إلى المستوى الذي نجد فيه امرأة بالغة تسأل طفلة في العاشرة من عمرها، قابلتها مصادفة عندما وجدتها تلهو مع ابنتها: أنت سنية أم شيعية؟ وتجيب بنت العاشرة ما أدري، ثم تصر السيدة وتعاود السؤال، سنية؟ فتجيب البراءة، ما أدري، وتعاود مرة أخيرة، شيعية؟ وتصر الطفلة على الاحتفاظ ببراءتها وتجيب، ما أدري.
لم يعد هناك ما يردع أو يخجل أياً كان منهم من أن يسأل الأطفال عن أي مذهب هم ينتمون؟