Ad

لماذا هذا التكالب وهذه الاستماتة في الوصول إلى كرسي البرلمان، خصوصا لأولئك الذين يعرف القاصي والداني حقيقة ظروفهم المادية، وقدراتهم الاقتصادية لتحمل نفقات ومصاريف الحملات الانتخابية؟! فهل حقاً وصل بهم الشعور بالمسؤولية الوطنية إلى حد الاقتراض من أجل كرسي البرلمان؟!

كثيرون أولئك الذين يغريهم كرسي البرلمان... وكلهم من دون استثناء يتباكون على المصلحة الوطنية وحقوق المواطن وتحسين أوضاعه... فبعضهم يبرز في مواسم الترشيح والتحضير للانتخابات فقط، وبعضهم موجود في الساحة السياسية خلال الأيام العادية وليس في المواسم الانتخابية فحسب، لكن السؤال الذي يبقى عالقا في الذهن: لماذا هذا التكالب وهذه الاستماتة في الوصول إلى كرسي البرلمان، خصوصا لأولئك الذين يعرف القاصي والداني حقيقة ظروفهم المادية، وقدراتهم الاقتصادية لتحمل نفقات ومصاريف الحملات الانتخابية؟!

فالكل يعرف أن العدد الأكبر منهم لاسيما من لا يقف خلفه حزب أو تكتل سياسي يدعمه لا يملك تلك القدرات المالية. وبعضهم مثقل بالأقساط أو يعيش على راتبه كحد أدنى، فهل حقاً وصل بهم الشعور بالمسؤولية الوطنية إلى حد الاقتراض من أجل كرسي البرلمان؟! ولماذا لا يجسدون تلك الوطنية من خلال نشاطات سياسية أخرى لا تتطلب أعباء مادية مثل أعباء الحملات الانتخابية؟!

إن في الأمر «إنّ»... بل ألف «إنّ» لاسيما إذا ما رجعنا قليلاً إلى الوراء وراجعنا حال بعض من دخلوا البرلمان حفاة الجيوب وخرجوا منه من ذوي المال قبل الجاه... وأصبحوا من أصحاب الجيوب المنتفخة... فمن أين تأتي تلك الثروة لنائب في مجلس الأمة كل همومه مصلحة الوطن والمواطن؟! أليس في الأمر «إنّ» وألف «إنّ».

لقد أثبت هؤلاء أن أبواب مجلس الأمة ومقاعده هي أبواب الثروة والثراء حتى إن بقوا طوال الوقت صامتين لا ينطقون بكلمة... والأسئلة الأهم: ما قنوات هذه الثروة لعضو مجلس الأمة؟ وكيف تأتي؟ وعبر أي أساليب؟!

أسئلة لا يعرف إجابتها سوى الحكومة فلا تسألوها لأنها «تفعل» ولا تجيب!!