صاحبنا و الحرب الباردة
بين المطرقة والسندان هو الوصف الأدق لصاحبنا، فإن طبّق المطلوب قلّص فرصه في البقاء في موقعه لأنه يكون بذلك قد تجاوز الأكبر منه!! وإن لم يطبّق برنامجه صاحت عليه الناس، بمن فيهم المدفوعون من قبل خصومه من أبناء العمومة، فمن تُراه يكون ذاك الذي اجتمعت المتناقضات والحظ التعس كلها فيه؟
من تُراه يكون ذاك الذي اجتمعت المتناقضات والحظ التعس كلها فيه؟ فهو «مكبور» ولا يمكنه تجاوز ذلك، وهو مأمور وليس له سوى التنفيذ، وهو يعلم أن من بين أهله من يتآمر عليه علانية ومن دون مواربة، كما يعلم أن المتآمرين عليه يشكلون حزمة ذات «سلطان» وظهرها قوي لدرجة أنها تعرضت لبعض «الزف» أحياناً ليس لكونها أخطأت في موقفها منه، بل لأنها تجاوزت ما يمكن أن يحتمل علناً.من جانب آخر، يجد صاحبنا نفسه أمام تطبيق «المتوقع منه» وهو في «موقعه الخطير والمهم»، لكنه لا يستطيع فتلك قرارات لا يمكنه اتخاذها رغم حقه الواضح وسلطاته المقننة.
تجده يُجلَد من العامة الذين صدقوا برنامجه الإصلاحي لعدم قدرته على تنفيذ ذلك البرنامج، والعامة لا تعذر أحداً خصوصاً من قال الكثير عن «الإصلاح» ولم يطبق منه ما يكفي لتأكيد قناعة الناس.بين المطرقة والسندان هو الوصف الأدق لصاحبنا، فإن طبّق المطلوب قلّص فرصه في البقاء في موقعه لأنه يكون بذلك قد تجاوز الأكبر منه!! وإن لم يطبّق برنامجه صاحت عليه الناس، بمن فيهم المدفوعون من قبل خصومه من أبناء العمومة. فهؤلاء (أبناء العمومة) يريدون تكريس صورة العاجز وغير القادر على اتخاذ القرار، رغم معرفتهم الكاملة أنه «مخزم». حاول أسلوباً في الهروب إلى الأمام أو ربما الهروب إلى «الخارج» مع كل أزمة ولسان حاله يقول: لعلها تنقشع بفعل عوامل التعرية الطبيعية قبل عودتي، لكنه في كل مرة كان يعود ليواجه كرة الثلج وقد كبرت بسبب التدحرج السريع وغير المقيد.وفي كل مرة يعالج الأزمة ليجد نفسه عند باب أزمة لاحقة، لا يبدو عليه الإرهاق حتى الآن، كما لا يبدو على خصومه الإرهاق كذلك، فهذا وقتهم وهذه أرضهم وملعبهم، لديهم كل الأدوات التي لا يمكنه وقفها، حتى لو حاول بكل ما أوتي من صلاحيات، فهم أقرب منه إلى مركز القرار وأكثر تأثيراً وأسرع مفعولاً.هل تراكم تخيلتم أزمة صاحبنا؟ وهل لأي منكم، لو كان مكانه، فعل شيء غير الذي يفعل؟ إنها أزمة حقيقية لكن المصيبة الأكبر أنه يدفع ثمن قراراته شخصياً ونحن (جميع الكويتيين) ندفع ثمن القرار وعدمه!!أي بديل عنه يعني عودة «الفرقة» إياها، بينما التمسك به يعني استمرار «الحرب الباردة» بين أبناء العمومة، فمن الخسران في كل الأحوال؟ ومن المنتظر للفرج من أي زاوية من الاتجاهات الأصلية والفرعية ومن الأعلى والأسفل؟إن عرفتم صاحبنا ومن حوله وموقفه وظروفه، فليس عليكم سوى إعمال ضمائركم وأنتم تختارون مرشحيكم للمجلس القادم، لعل الفرج يأتي من هناك.