قديما، كانت أهمية الدول تُقاس بموقعها الجغرافي والاستراتيجي وبكبر مساحتها، لكن مع التطور الحاصل من حولنا اختلفت الأمور وأصبح هناك معيار آخر تُقاس من خلاله أهمية الدول، وهو التقدم والتطور التكنولوجي الذي تعيشه تلك الدول، فاليابان على سبيل المثال دولة لا تملك الكثير من الموارد لكنها تملك سلاحا قويا هو سلاح العلم والتقدم التكنولوجي، وبفضل ذلك أصبحت ثاني أقوى اقتصاد في العالم، وذلك بفضل اعتمادها وجميع الدول المتطورة على البحث العلمي، لكن أين العرب من قضية البحث العلمي والاهتمام به؟
اعتقد أن جميع البلدان العربية دون استثناء غير مؤمنة بأهمية العلم والبحث العلمي في تطور الشعوب، وأظن أن أغلب المسؤولين يعتقدون أن البحث العلمي هو نوع من الترف والرفاهية، والدليل على ذلك ضعف المبالغ والميزانيات المخصصة للصرف على البحث العلمي والتي أقل ما يقال عنها أنها مخجلة. البحث العلمي في الدول الغربية يأخذ اهتماما كبيرا من قبل الحكومات والقطاع الخاص وحتى المجتمع، بعكس وضعه في الدول العربية حيث لا اهتمام ولا نظرة ايجابية لدوره. وبما أن الإنفاق العربي على البحث العلمي مخز للغاية، لذا يجب الصرف بسخاء عليه، ووضعه في مقدمة البرامج التي يجب أن تتبناها الحكومات العربية في استراتيجياتها، وتغيير النظرة إلى البحث العلمي وإيماننا أنه يصب في خدمة التنمية وخططها وأنه ليس نوعا من الترف ولا الرفاهية، فالبحوث العلمية في الغرب تخدم جميع القطاعات، مما يدر على ميزانياتها تريليونات الدولارات. تقرير التنمية البشرية للعام 2006، وتحديدا فقرة الإنفاق على الأبحاث، هو بمثابة ناقوس خطر وجرس إنذار لجميع الدول العربية، حيث إن البلدان العربية هي اقل الدول في العالم صرفا على البحث العلمي والتطوير، فدولة مثل أوغندا ترصد عشرات أضعاف ما ترصده البلدان العربية على البحث العلمي!. ومرة أخرى نطالب حكومتنا بقضيتين مهمتين هما: التمويل ووضع برنامج البحث العلمي في مقدمة أولوياتها، لأن ذلك سيكون له مردود إيجابي على التنمية الاقتصادية في البلاد.
قضايا
البحث العلمي... المنسي
12-07-2007