Ad

تشهد الكويت اليوم حضور الدول الخمس الدائمة العضوية ومجموعة الدول الصناعية الثماني وأعضاء المنظمات الدولية الفاعلة. فالمتابع للخطاب الكويتي الرسمي يلاحظ إصرار دولة الكويت على دعم «عراق ديموقراطي آمن، ومستقر ومزدهر اقتصاديا، ويتخذ من حقوق الإنسان منهجا، ومن السلامة مع جيرانه أسلوب عمل.

تدور في أذهاننا الكثير من التساؤلات أحيانا، ونقف حائرين أمام الإجابة عنها: لماذا يحوم شبح الحرب والعنف حولنا بين الحين والآخر، على الرغم من عولمة «الدبلوماسية» وتداخل المحور الدولي مع المحور المحلي، وتطور أساليب القمم الثنائية وتحولها إلى مؤتمرات إقليمية؟ أقول ذلك وأنا أقف بين وفود مجموعة دول الجوار، التي تحتضنها الكويت اليوم باجتماعها الدولي الثالث، فاهتمام الكويت بدعم السلام في المنطقة، لا يخفى على أحد، والمتابع للخطاب الكويتي الرسمي يلاحظ إصرار دولة الكويت على دعم «عراق ديموقراطي آمن، ومستقر ومزدهر اقتصاديا، ويتخذ من حقوق الإنسان منهجا، ومن السلامة مع جيرانه أسلوب عمل.

و «تدعو الكويت دوما، المجتمع الدولي إلى مضاعفة الجهود لدعم مساعي الحكومة العراقية، وتدعو باستمرار الجامعة العربية لبذل المزيد من الجهود تجاه العراق، لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، ولا تخفي قلقها من الأوضاع الأمنية الصعبة التي يشهدها العراق نتيجة لاستمرار الأعمال الإرهابية التي تستهدف أفراد الشعب ومؤسسات الدولة ومنشآتها». تلك كلمات أصبحت ثوابت ومحاور رئيسة في «أوراق الكويت» التي قدمها، ويقدمها نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ محمد الصباح، في المحافل الدولية، ساعيا إلى نشر «دبلوماسية حسن الجوار».

تاريخياً لم تسلم دول «الجوار» وشعوبها قط من الأطماع والمغامرات الصدامية، وأخص بالذكر الألم والجرح الكويتي العميق الناتج من الغزو الصدامي، الجرح الذي لا يمكن إخفاؤه... وأما الآن وبعد سقوط النظام الصدامي منذ عام 2003، تشعر دول «الجوار الإقليمي» بضرورة مساندة العراق، وحماية المنطقة من الانزلاق نحو المزيد من العنف، فبدأت الدول المجاورة للعراق، وهي إلى جانب العراق تركيا وسورية وإيران والكويت والمملكة العربية السعودية والأردن وانضمت إليها البحرين ومصر، بعقد سلسلة من الاجتماعات ضمت وزراء الداخلية بحكم المسؤولية المباشرة عن أمن الحدود، وأخرى جمعت وزراء الخارجية بحكم مسؤولية الإمساك بزمام التشابك الإقليمي الجديد، وممهدي الطريق أمام العراق الجديد، ولا يخفى على أحد أن الكويت، ومنذ اليوم الأول لسقوط النظام العراقي السابق، قامت بتقديم جميع أنواع المساعدات الإنسانية للشعب العراقي والتبرعات للمنظمات المحلية والدولية ووكالات الأمم المتحدة المتخصصة العاملة في العراق، وساهمت بإعادة تأهيل قطاع الخدمات الكهربائية والصحية ونقل المياه إلى مناطق مختلفة، وأنشأت مركزا للعمليات الإنسانية التزاماً منها بتخفيف المعاناة عن الشعب العراقي.

اليوم... تشهد الكويت حضور الدول الخمس الدائمة العضوية ومجموعة الدول الصناعية الثماني وأعضاء المنظمات الدولية الفاعلة. وأخيرا... فاجتماع اليوم يأتي بعد عدد من المؤتمرات احتضنتها الكويت في عام 2004 وعام 2006، وساهمت عواصم أخرى باحتضانها أيضا، كالرياض ودمشق وشرم الشيخ وعمان وطهران وإسطنبول ونيويورك كمقر لمنظومة الأمم المتحدة، وما ميز اجتماعات شرم الشيخ وإسطنبول والكويت هو الحضور الدولي، حيث اتسعت دائرة المشاركين وامتدت إلى اجتذاب المنظمات الدولية، وتحويل اجتماعات الجوار إلى مؤتمرات إقليمية موسعة، ويبقى الأمل بخروج الجميع بالتزام عميق تجاه أمن وسلامة المنطقة.

*******

كلمة أخيرة: «الغضب النسائي العارم» لم تسلم منه الجمعيات النسائية في الانتخابات الماضية، وينصب هذا العام على التكتلات السياسية، بحجة عدم مساندة النساء المرشحات... أتمنى أن يتحول هذا الغضب إلى مشروع «دعم» للعملية الديموقراطية بدلا من «هدم»، فالساحة السياسية لا تحتمل المزيد من التأزيم.