مرافعة: «زليخة» في سجن النساء!
من ضمن المواقف الطريفة التي مرت بي في هذه المهنة الشاقة، عندما زرت سجن النساء أنا والزميل محمد الشرهان في «القبس» عام 2003، وكان هدف الدخول إلى سجن النساء أخذ مقابلات مع النزيلات والفوز بسبق صحافي مع الفنانة المحبوسة حينها زينب الضاحي (زنوبة)، بعد إدانتها بحكم قضائي نهائي نتيجة تعاونها مع قوات النظام العراقي البائد، وحينها أبلغتنا إحدى المسؤولات أن زينب الضاحي ترفض اللقاءات الصحافية.فكرت أنا وزميلي «المتروس» بفكرة أخذ سبق صحافي، فما كان منا إلا أن نقول لـ «زنوبة» إننا من منظمة دولية، ونريد منك شرحا لأوضاعك في السجن، وهنا شكّت بالأمر وبدأت تتساءل: أي منظمة ولماذا هذه الأسئلة؟ فكان ردنا: نحن نريد أن نكشف وضعك في السجن، وهنا وافقت زينب الضاحي، وعلى ما أذكر أنها اعتبرت نفسها أسيرة حرب، ويجب إخلاء سبيلها، وأنها تناشد المسؤولين النظر في موضوعها، وأنها قضيت سنوات طويلة في السجن، ومثلما تطالب الكويت بأسراها من صدام حسين فهي أسيرة كذلك.
أعجبني ردها لسببين: أنها اعتبرت نفسها أسيرة حرب، وأنها كانت تتحدث بثقة كاملة وعزة نفس، وكأنها لم تفعل شيئا وليست نادمة على أي شيء!وبعد نشر تلك المقابلة التي شاهدتها «زنوبة» في «القبس» وهي في محبسها، لعنت اليوم الذي تحدثت فيه معنا، لأننا لسنا منظمة دولية وإنما صحافة، لكن مسؤولة السجن وبعد خروجنا من السجن أبلغت زينب الضاحي بأننا صحافة وهنا ردت عليها «زليخة»: ما يهمني لا صحافة ولا غيرها!بعد مرور سنتين من نشر تلك المقابلة، علمت أن إدارة السجن أخلت سبيل زينب الضاحي إلى جهة غير معلومة، بعد انتهاء مدة حبسها في الكويت، هي وزميلها الممثل «أمبيريج»، الذي أدين هو الآخر لتعاونه مع القوات العراقية الغازية عام 1990، لأن حكم حبسهما تضمن إبعادهما عن البلاد عقب تنفيذ العقوبة.