كتيّب يهز مجلس الأمة و التطبيقي!!
يا لجهلي!! كنت أظنّ أن الموضوع خطير ويتعلّق برفع مستوى جودة التعليم التطبيقي الذي فعلاً له علاقة بمستقبل الكويت، فاتّضح أن الأمر لا يتعدى وجود كتيبات صغيرة ليس لها قيمة أدبية أو علمية أو فكرية، ولا أعرف، حقيقة، كيف ستعرّض هذه الكتيبات طالباتنا ومستقبل الكويت للخطر؟!
«أغلقنا معرض الفساد ونحن له بالمرصاد»... «ضاعت (كُتِبتْ ضاعة!!) الأمانة والطالبات في خطر» اتحاد طلبة التطبيقي.«لن نسكت عن الجريمة التي حدثت» قائمة المستقبل الطلابي.«هذا الاعتصام يعد من أهم الاعتصامات التي حدثت على مر التاريخ من قبل الاتحاد» رئيس قائمة المستقبل الطلابي.وعلى الفور تطلب اللجنة التعليمية بمجلس الأمة اجتماعاً عاجلاً مع وزيرة التربية والتعليم العالي، ثم يعلن الاتحاد العام لطلبة الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب اعتصاماً طلابياً في اليوم التالي يحضره مجموعة من أعضاء مجلس الأمة يمثلون التكتل الشعبي والكتلة الإسلامية والحركة الدستورية الإسلامية والكتلة الإسلامية المستقلة، ويتبارى السادة النواب في الهجوم على الوزيرة ومطالبتها بالاستقالة الفورية لأن ما حدث «يعتبر جريمة بحق الشعب الكويتي» وقد «مسّ قيمنا وثوابت الدستور الكويتي وبنية التشريع الكويتي»!! على حد قول بعضهم. ما الخطب يا قوم؟ يردون: إنه «تدمير لأجيال الكويت ومستقبل أبنائنا الطلاب والطالبات». يا ساتر!! أكيد تقصدون المناهج التعليمية وطرق التدريس التي عفى عليها الزمن؟ أبداً فالأمر أخطر من ذلك، إذاً لابد أنكم تشيرون إلى المباني المتهالكة التي لا تصلح لحرم تعليمي في القرن الحادي والعشرين، وفي دولة نفطية ثرية؟ يجيبون: قلنا لكم الأمر خطير، وتقولون مناهج تعليمية وطرق تدريس ومباني!! معذرة، فإن مشاكل التعليم التطبيقي كثيرة ومتشعّبة، فأكيد قصدكم إما مخرجات التعليم التطبيقي واحتياجات سوق العمل، لأن عدد الدارسين في كليات «الهيئة» ومعاهدها يتجاوز خمساً وثلاثين ألفاً، فهل يحتاجهم سوق العمل أم سيزيدون من أعداد العاطلين عن العمل؟ أو عدم تناسب الأعداد الهائلة المقبولة مع الطاقة الاستيعابية لكليات التطبيقي، حيث لا يوجد في كثير من الأحيان مقاعد دراسية كافية للطلبة في المختبرات العلمية والقاعات الدراسية؟ أو التجاوزات الأكاديمية والمالية والإدارية وغيرها؟!لا يا أخي الموضوع لا يتعلق بكل هذا، مرة أخرى نقول لك إن ما حصل خطير جداً ويتعلق بتدمير أجيال المستقبل.يا إلهي لابد أنه أمر جلل، فهل لكم أن تشرحوه لنا؟ يا أخي هنالك كتب عرضت للبيع في معرض المستلزمات الطلابية في كلية الدراسات التجارية، عَرّضت الطالبات للخطر وستدمّر مستقبل الكويت. يا ساتر!! كيف؟ وما هذه الكتب؟ هي كتيبات تدور موضوعاتها حول الجنس... نعم!! وما علاقة الجنس بتدمير مستقبل الكويت؟! كما أن موضوع الجنس متشعب ومهم وممكن مناقشته بشكل علمي، وهناك كثير من كتب التراث «المعتبرة» تتحدث عن الجنس وهي متوافرة في المكتبات العامة ومكتبات الجامعة والتطبيقي، بالإضافة إلى أن موضوع الجنس يطرح في الفضائيات وعلى شبكة الإنترنت، ويتوقف الأمر على كيف يتم التطرق إليه. فالتناول المبتذل لموضوع الجنس مرفوض، فهل قرأتم هذه الكتيبات؟ لا لم نقرأها ولكننا عرفناها من عناوينها التي تشير إلى موضوع الجنس، ونحن شعوب مغرمة بالعناوين فقط، ألا تعرف أن «الكتاب يقرأ من عنوانه»؟ يا لجهلي!! كنت أظن أن الموضوع خطير ويتعلق برفع مستوى جودة التعليم التطبيقي الذي فعلاً له علاقة بمستقبل الكويت، فاتّضح أن الأمر لا يتعدى وجود كتيبات صغيرة ليس لها قيمة أدبية أو علمية أو فكرية، ولا أعرف، حقيقة، كيف ستعرّض هذه الكتيبات طالباتنا ومستقبل الكويت للخطر؟! إننى على ثقة أنه بمقدور بناتنا الطالبات، وقد بلغن سن الرشد ووصلن إلى هذا المستوى التعليمي العالي، الحكم على مستوى الكتب التي لا تمثل أي قيمة فكرية أو أدبية أو علمية، كتلك التي تتطرق لموضوع الجنس بشكل رخيص ومبتذل وعدم إعطائها أي أهمية. كما كان من الممكن، إن كان هنالك مخالفة قانونية فعلاً، أن ينتهي الأمر داخلياً من دون هذه «الضجة» التي استنزفت الوقت والجهد وعرف عنها العالم أجمع.إنكم بهذا الفعل قد ضخّمتم من شأن هذه الكتيبات، وجعلتم لها قيمة لا تستحقها ولفتّم لها الأنظار، فالناس ستتساءل عنها الآن وتحاول قراءتها لتعرف لماذا هزّت المؤسسة البرلمانية والمؤسسة التعليمية الضخمة؟! وهذا هو أفضل دعاية مجانية من الممكن أن يحصل عليها أي كتاب خصوصاً الكتب الرديئة، كما أنكم أظهرتم الطالبات اللواتي لم نسمع لهنّ صوتاً في الاعتصام وكأنهن لا يستطعن التمييز بين الكتاب الجيّد والرديء إلا تحت وصايتكم وهذا غير صحيح البتة.