وجهة نظر: لنعترف
الكويت حالة مريضة منذ ثلاثين عاما، وكل من يراها يقول إنها تموت موتا بطيئا، مع اني أرى مرضها ليس مستعصيا، لكن التراخي في علاجه يؤدي إلى الموت والهلاك وكل ما يحتاج إليه هو أطباء يتميزون بالأمانة والإخلاص للسهر على إيجاد أفضل العلاج للمريض، فليس غريبا على أحد أن يكون أفضل علاج هو التشخيص الصحيح من أطباء مهرة، مع اعتراف كامل من المريض نفسه وأهله بالأعراض التي يعاني منها، وهكذا الحال بين المحامي والمتهم فلا يستطيع المحامي تبرئة موكله وإن كان فذا من دون أن يبوح المتهم، وإن كان بريئا، بكل ما لديه من معلومات.كذلك حالة الكويت المريضة تحتاج منا إلى اعتراف واضح وصريح ... إذاً لنعترف بأننا متخلفون وتخلفنا في ازدياد يوما بعد يوم، ولنعترف بأنه لولا النفط لما استمرت الكويت، ولنعترف بأننا أسرفنا في ضياع الفرص كما لا بد لنا من الاعتراف بأننا أخلصنا لمصالحنا الخاصة على حساب تنمية البلد ورخاء أبنائه وعلى حساب بناء دولة تتمتع بأرضية صلبة كي نضمن مستقبلا أفضل، لنعترف بأننا نطبق مبدأ «من صادها عشّى عياله» وأن الأنا هي الشعار المرفوع على كل أبنية المؤسسات الحكومية، ولنعترف بأن أسلوب إدارة البلد هو سبب حجم الفساد واللعب والنهب الموجود الآن. فكيف لدولة لها ثروة نفطية هائلة لا تستطيع بناء احتياطيات مضاعفة زيادة على ما كانت عليه قبل عام 1990، بل كيف لا نستطيع عاصمة حديثة تلبي احتياجات الاقتصاد الوطني؟ بل كيف لدولة مثل الكويت ألا تستطيع تحديث بنيتها التحتية المتهالكة ... لا، بل لا تستطيع جلب عمالة نظيفة تنظف شوارعها؟!
الكويت مريضة وتحتاج إلى أطباء مخلصين أقسموا على الذود عن مصالحها وحماية ثرواتها.الكويت تحتاج إلى إدارة شاملة أساسها اقتصادي تنموي بعيد كل البعد عن التوازنات السياسية العقيمة.