البرغر الأميركي والبرميل الكويتي

نشر في 02-06-2007
آخر تحديث 02-06-2007 | 00:00
 محمد عثمان العنجري نحن بعيدون كل البعد عن ركب التقدم في الميدان الاقتصادي والتنموي والسبب في ذلك بعدنا عن الإبداع والتميز، فالمتابع لواقعنا يلاحظ تمسكنا بالعمل الروتيني التقليدي، وهذا أمر مرفوض في عالم النجاحات، لذا يجب علينا الخروج عن الإطار النمطي إلى منهجية التفكير الإبداعي، وذلك بربط الأفكار غير المترابطة بعضها ببعض لإيجاد خدمة أو منتج يمكن ترويجه وتسويقه على مستوى العالم.

الإبداع العملي وإن شئت قلت: الإبداع الحقيقي، طريق تخطي الحواجز والقفز عليها للوصول إلى منظور جديد، يخرجنا من انغلاقنا الاقتصادي والتنموي، فنحن اليوم في دول الخليج العربي نعيش، بفضل الله، ثم بفضل براميل النفط، وهذه المشكلة الاقتصادية تحتاج منا إلى حل سريع، فإيرادنا الأوحد في خطر لا محالة، ولا بد لنا من الخروج من «صندوق النفط» إلى صناديق أخرى، كذلك لا بد لمن أراد التفكير في الخروج من هذا الواقع ألا يتأثر بنزعته الفكرية التي تدفعه دائما للبحث عن حلول سريعة وبسيطة لما يعترضه من المشاكل، فنحن بحاجة إلى توليد الكثير من الأفكار للوصول إلى تفكير إبداعي يطور لنا الأداء و يحقق لنا التميز.

على أن كلمة الإبداع استهلكت بسبب كثرة استخدامها في أوساطنا بغير مكانها، فعنونت الدورات والمحاضرات والكتب بهذه الكلمة، وراح الواحد منا يتكلف استخدام هذه الكلمة سواء كانت في محلها أو في غير محلها، حتى غدت «لزمة» متكلفة في الحديث، وعلى أرض الواقع لم نر إبداعاً علمياً حقيقياً يلمس أو يرى، أي أننا «نسمع جعجعة الإبداع .. ولا نرى طحينه».

معيار نجاح الإبداع، كما أرى، هو إمكان تسويق وبيع الإبداع الخدماتي أو السلعي مثلما نبيع نفطنا للعالم بأسره.

والإبداع ينبع من الفرد أو من المؤسسة أو من الشركة، وليس بالضرورة من الدولة، وخير دليل على ذلك مطاعم «ماكدونالدز» التي استطاعت بفكرتها البسيطة، المؤلفة من قطعة لحم وبعض الخضراوات والكثير من الإبداع، أن توجد الفرص الوظيفية لما يقارب 447 ألف عامل يتوزعون على 31 ألف فرع حول العالم، وتحقق مبيعات سنوية قدرها 21.5 مليار دولار أميركي، أي ما يزيد عن نصف مبيعات النفط الكويتي في عام 2006، وهذا في ظل ارتفاع سعر النفط المفاجئ، بل إن العاملين في «ماكدونالدز» أكثر من عدد موظفي الدولة جميعهم (بالوزارات، والمؤسسات، والهيئات، والجيش، والشرطة، والحرس الوطني). إننا هنا لا نتكلم عن الصناعة المتطورة والتكنولوجيا المعقدة، التي، للأسف، تبعد عنا مئات السنين، إنما نتكلم عن الإبداع في مجالات ممكنة.

back to top