لا يقوم مجتمع بشري من دون الدور المحوري للنساء والشباب معاً... وحظيت منطقة الخليج هذا العام بالخليط المميز من الأنشطة السياسية والاجتماعية والثقافية الجاذبة للقيادات الدولية، وكان للنساء في الخليج الريادة في هذه الأنشطة والصور المشرقة لعدد منهن أكبر شاهد.يستحق عام 2007، قبل أن نودعه، أن يطلق عليه «عام الشباب والمرأة»، وذلك بمناسبة مساهمة النساء والشباب معاً بتحويل مفاهيم التحديث والديموقراطية من مواضيع «تنازع»، إلى مشاريع «تقارب»... وبروزهم في صياغة العلاقات الخارجية، وتولي امرأتين كويتيتين هما: د.معصومة مبارك ونورية الصبيح مقعدين وزاريين، وبالمناسبة فأمنية النساء والشباب للعام القادم، حسب توقعات بعض المراكز البحثية، تكمن في استمرار انتهاج المنطقة للمزاج الإصلاحي والديموقراطي، والدخول في المزاج التعاوني أيضاً، وعلى الرغم من «التذمر الإقليمي» بين الحين والآخر، الخاص ببطء الخطى نحو العولمة والانفتاح الاقتصادي، فإن منطقة الخليج بشكل عام، والكويت بشكل خاص لها مكانة، مازالت في الريادة، تبعاً للمؤشرات الاجتماعية والثقافية، ومرتبة القيادة، في استمرار نشاط الفعاليات النسائية الشعبية، من النساء اللاتي جمعهن التميز في العمل التنموي من خلال مراكزهن الوظيفية، والتطوعية ونشاطهن في جمعيات النفع العام... وأحببت أن أذكر بعض الشخصيات النسائية العالمية التي زارت الكويت ومنطقة الخليج، وساهمت في تحريك الأجواء «النسوية»:
* لورا بوش: زارت سيدة البيت الأبيض الكويت في شهر أكتوبر من هذا العام، حيث التقينا بها في ديوان الدكتورة رشا الصباح، وذلك إثر عودة السيدة الأولى من المملكة العربية السعودية والإمارات، حيث تحدثت عن «الإصلاح الصحي» المتمثل بأهمية الفحص المبكر لسرطان الثدي، وتأثر بها العديد من نساء المنطقة، خصوصاً بعد لقائها بالدكتورة السعودية سامية العمودي الناجية من مرض السرطان، والتي أهدت إلى السيدة الأولى حجاباً وعباءة...، جمعنا بالسيدة بوش نقاش مثمر، أدارته الدكتورة رشا بحديثها المتميز برشاقة الألفاظ، لورا ورشا وسامية... نساء ساهمن في تحريك الطموح السياسي والاجتماعي للمرأة الخليجية.
* كوندوليسا رايس: المستشارة الأميركية السابقة للأمن القومي ووزيرة الخارجية حالياً، زارت الكويت أول هذا العام، وجمعتنا بكوندي جلسة نسائية في خيمة شرقية أنيقة، ضمّت مجموعة من الناشطات الكويتيات... حديثنا معها كان مثيراً، وبدا كالاستجواب البرلماني الناعم.
*أرسولا بلازنيك: وزيرة خارجية النمسا... التقيت بها في فيينا، المدينة الساحرة وعاصمة الموسيقى هذا العام، من خلال مؤتمر الدبلوماسيات العربيات، وأعجبت بتواضعها، وإلمامها وشغفها بقضايا الشرق الأوسط، الدكتورة أرسولا مهتمة باستكمال دور النمسا في تحفيز ودعم منظمات المجتمع المدني للمساهمة في دعم عملية السلام، وحظيت الكويت بزيارة من قبل أرسولا قبل عدة أشهر.
عام 2007 شهد أيضاً تسليطاً للأضواء على الجهود الشبابية، حيث تعتبر دول الخليج من أكثر الدول شبابية في العالم... وأصبح الاهتمام بالطاقات الشابة مثاراً للتحليلات والدراسات، وفي هذا السياق أذكر السيدة:
*مها الغنيم: التي جاءت في تصنيف العام 2006 ضمن النساء الأكثر نفوذاً في العالم، فهي نائبة الرئيس والمديرة التنفيذية لبيت الاستثمار العالمي في الكويت... والسيدة الغنيم، وعلى الرغم من إدارتها مؤسسة مالية ضخمة، لم تبخل بوقتها لقيادة مشروع شبابي وهو منتدى القيادات الشابة، ولمن لا يعرف أم فواز فهي الكويتية التي فرضت طابعها المميز في عالم الإدارة المالية، وحققت شهرة واسعة ككفاءة اقتصادية لامعة.
* أنجيلا ميركل: أول مستشارة لجمهورية ألمانيا الاتحادية، وتولت رئاسة الاتحاد الأوروبي أول هذا العام وكان للكويت النصيب في زيارتها الأولى إلى المنطقة.
* الشيخة هيا بنت راشد الخليفة: أول امرأة عربية ومسلمة تتولى منصب رئاسة الجمعية العامة للأمم المتحدة. زارت الكويت هذا العام وحضرت بعدها مؤتمر جامعة الدول العربية في الرياض، حيث ألقت كلمة الأمم المتحدة. وحديث الشيخة هيا يحمل نكهة الإصلاح الخليجية والدولية معا.
وأخيراً ينتهي هذا العام بحلوه ومره... ولا يقوم مجتمع بشري من دون الدور المحوري للنساء والشباب معاً... وحظيت منطقة الخليج هذا العام بالخليط المميز من الأنشطة السياسية والاجتماعية والثقافية الجاذبة للقيادات الدولية، وعلينا الاستمرار في تنقية «الضوضاء المعلوماتية» وإظهار الصورة المشرقة باستمرار ورعايتها.