في ثلاثة أيام فقط... صودر حق وزير في الدفاع عن نفسه، وصودر حقي في سماع دفاعه، وأخليت مسؤولية وزير مما ورد في صحيفة استجوابه عبر تدويره، وأخليت مسؤولية آخر من التعتيم على تقرير لجنة «إعلان الأهرام»، وأخليت مسؤولية وزير ثالث أيضاً من الامتناع عن تطبيق قوانين إصلاح الرياضة. ألم يحن الوقت بعد لوضع كل مسؤول أمام مسؤولياته؟مرت على الكويت ثلاثة من أتعس الأيام على المستوى السياسي والمدني في رأيي، وتجلت فيها كل معاني التخبط السياسي وسوء التعامل مع المعطيات والتساهل في انعدام المسؤولية الوطنية وهو الأهم. وبينما انشغل المراقبون والمحللون بالشفقة أو الشماتة على عدم إعطاء الوزيرين المعتوق والحميضي فرصة الدفاع عن نفسيهما، نسي الكل أنه تمت مصادرة حق المواطن في الاطلاع على جدية السلطات الدستورية في معالجة القضايا والمشاكل المثارة، وذلك أكثر فداحة.
لقد كان من حقي كمواطن أن أشهد تفعيل المواد الدستورية المتعلقة بالاستجواب بدلاً من الالتفاف عليها، ومن حقي أيضاً أن أعطى فرصة سماع ردود الوزيرين من باب الاستماع للأطراف جميعها قبل الحكم، ومن حقي كمواطن أن يوضع النواب والوزيران كل أمام مسؤولياته عبر مناقشة الاستجوابين.
في ثلاثة أيام فقط... صودر حق وزير في الدفاع عن نفسه أمام اتهامات كبرى، وصودر حقي في سماع دفاعه، وأخليت مسؤولية وزير مما ورد في صحيفة استجوابه عبر تدويره، وأخليت مسؤولية آخر من التعتيم على تقرير لجنة «إعلان الأهرام»، وأخليت مسؤولية آخر أيضاً من الامتناع عن تطبيق قوانين إصلاح الرياضة، ألم يحن الوقت بعد لوضع كل مسؤول أمام مسؤولياته؟
أستطيع أن أتفهم خيار سمو رئيس مجلس الوزراء بتدوير وإعفاء الوزيرين رغبة في عبور المرحلة بهدوء، لكني مقابل ذلك لا أستطيع أن أنكر منطقية فكرة «التفاف الحكومة على الدستور» المطروحة من قبل التكتل الشعبي، ولا ألوم النواب على انسحابهم أثناء قسّم الوزراء، فنحن نعيش في جو سياسي غير صحي تجد به تبريراً لكل ما يحدث. لا تلوموا الناس على تذمرهم من الأوضاع وحالة الإحباط واليأس التي يعيشونها حين تصرف أموال بلدهم للإساءة إليه في صحف أجنبية، وحين يمنع منتخب بلدهم من كأس العالم بسبب امتناع وزير عن تطبيق القانون.
في الختام، وحتى لا ندور في حلقة الماضي القريب جداً – ولنا الحق في ذلك - فإن على الوزراء الجدد واجباً لحسم هاتين القضيتين، لأنهما كانتا سببين رئيسيين للتأزيم، لذلك بيد الحكومة إبداء روح التعاون وإنهاء التأزيم فيهما على الأقل لو أرادت ذلك، وذلك أضعف الإيمان.
Dessert
مبروك... بعد ستة عشر عاماً من الاستنزاف السياسي والاعلامي والقانوني والمالي، استطعنا أن نقلص عدد الحرامية في العالم يا الله من فضلك... ويقولون «لا تيأسون»... خير إن شاء الله.