أغنية للكويت
لا تفرحوا: يا أيها الحسّادُ والأوغادُ فهذهِ الكويت / أعرفها منذُ لها انتميت وكنتُ طفلاً يافعاً / لطالما لعبتُ في ترابِها وعشتُ في رحابِها / لاعبتُها / داعبتُها، شاغبتُها، لحقتُها، أمسكتُها عضّتني، ضربتُها، انفلتتْ / وخلفها جريت ** وفي مراحلِ المراهقة غازلتُها، قابلتُها، واعدتُها، خاتلتُها / بادلتُها الرسائلَ الرقيقةَ المنمّقة وكنا مثلَ أيِّ عاشقٍ وعاشقة / نحبُّ بعضَنا / وطالما بنارِها اكتويت قلتُ بها قصائدَ الغزل / شاركتُها: الجدَّ والهزل وطالما أمام بابِها مشيت / أرشقها بالوردِ/ ترشقني بالصدِّ لكنه التمنّعُ اللذيذُ / لأنها تكنُّ ليَ الودَّ، مزّهوّةً وواثقة وطالما من أجلها بكيت ** كم حاول العُذّالُ والأعداءُ / أن يحبكوا ما بيننا المؤامرة لكنها بوعيها الجميلِ / وقلبِها النبيلِ / تبقى بعيني طاهرة ** قاسمتُها الولاءَ والبكاءَ والغناءَ وكم لها ضحّيت / فلتسمعوا يا أيها الحسادُ والأوغادُ فالكويت / ليست إذن دراهمَ / أو خيمةً / أو جملاً / أو بِئر زيت يا صائدين - عبر اعتِكارِ الماءِ - الفُرصَ العمياء فالكويت / يا حاملي الكاز والكبريت / في الظلماء لن تفلحوا: أن تشعلوا الحرائقَ الهوجاء بوجهها الوضاء / لأنّها تعلمتْ تجاوزَ المحن / من محنةٍ لمحنة فشعبها من شيعةٍ وسُنّة / ونهجُها دستُورها الذي خطّته في الحياة علّمها أن تُرخيَ الأعنّة / وتنطلقَ لتكملَ الطريقَ بدونِ أيِّ مِنّة / فلتتركوا الكويتَ، تعيشُ مطمئنة لأنها هي شعلةُ الضياء / للأجيالِ في الأمة العمياء والثّاكلةُ المُسنّة، فلتتركوا الكويتَ تعيشُ مطمئنة