لا تفرحوا: يا أيها الحسّادُ والأوغادُ
فهذهِ الكويت / أعرفها منذُ لها انتميت
وكنتُ طفلاً يافعاً / لطالما لعبتُ في ترابِها
وعشتُ في رحابِها / لاعبتُها / داعبتُها، شاغبتُها، لحقتُها، أمسكتُها
عضّتني، ضربتُها، انفلتتْ / وخلفها جريت
**
وفي مراحلِ المراهقة
غازلتُها، قابلتُها، واعدتُها، خاتلتُها / بادلتُها الرسائلَ الرقيقةَ المنمّقة
وكنا مثلَ أيِّ عاشقٍ وعاشقة / نحبُّ بعضَنا / وطالما بنارِها اكتويت
قلتُ بها قصائدَ الغزل / شاركتُها: الجدَّ والهزل
وطالما أمام بابِها مشيت / أرشقها بالوردِ/ ترشقني بالصدِّ
لكنه التمنّعُ اللذيذُ / لأنها تكنُّ ليَ الودَّ، مزّهوّةً وواثقة
وطالما من أجلها بكيت
**
كم حاول العُذّالُ والأعداءُ / أن يحبكوا ما بيننا المؤامرة
لكنها بوعيها الجميلِ / وقلبِها النبيلِ / تبقى بعيني طاهرة
**
قاسمتُها الولاءَ والبكاءَ والغناءَ
وكم لها ضحّيت / فلتسمعوا يا أيها الحسادُ والأوغادُ
فالكويت / ليست إذن دراهمَ / أو خيمةً / أو جملاً / أو بِئر زيت
يا صائدين - عبر اعتِكارِ الماءِ - الفُرصَ العمياء
فالكويت / يا حاملي الكاز والكبريت / في الظلماء
لن تفلحوا: أن تشعلوا الحرائقَ الهوجاء
بوجهها الوضاء / لأنّها تعلمتْ تجاوزَ المحن / من محنةٍ لمحنة
فشعبها من شيعةٍ وسُنّة / ونهجُها دستُورها الذي خطّته في الحياة
علّمها أن تُرخيَ الأعنّة / وتنطلقَ لتكملَ الطريقَ
بدونِ أيِّ مِنّة / فلتتركوا الكويتَ، تعيشُ مطمئنة
لأنها هي شعلةُ الضياء / للأجيالِ في الأمة العمياء
والثّاكلةُ المُسنّة، فلتتركوا الكويتَ تعيشُ مطمئنة