صبيحة العيد!

نشر في 19-12-2007
آخر تحديث 19-12-2007 | 00:00
 أحمد عيسى

سأترك صبيحة يوم العيد، الهمّ السياسي، وأنتقل إلى المساحات البيضاء في بلادي، إذ يدخل علينا عيد الأضحى المبارك، والأطفال يستقبلونه بفرحتهم وملابسهم الجديدة، وتجتمع الأسر الكبيرة على مائدة واحدة، ويلاحق المبتعدون أخبار ذويهم، ويتواصل المغتربون مع أصدقائهم وأحبتهم.

ماذا يمكن أن أقدم لقارئ سيتابع مقالي صبيحة أول أيام العيد؟!

بهذه الكلمات تمتمت بيني وبين نفسي، السؤال بدا منطقياً جداً، خاصة ونحن مقبلون على عام سياسي ساخن، فهناك معارك برلمانية-حكومية مؤجلة إلى ما بعد العيد، وعامنا الحالي يكاد يقفل من دون أي إنجاز يحسب للاعبينا الأساسيين، سياسياً واقتصادياً بل حتى اجتماعياً.

ندخل العيد ونحن منهكون من جراء خروجنا من معركة إسقاط القروض، التي بيّنت كيف أن غياب الرؤية والهدف والأولويات تمكّن نائباً واحداً من تحديد أجندة الدولة بحكومتها ومجلسها وتياراتها السياسية لمدة عامين على التوالي، فيكون مقترحه حديث الكل، في الكويت وربما خارجها.

من القروض إلى المجتمع الذي يتابع أسباب تراجعنا وسط ارتفاع أسعار النفط الذي لم ينعكس حتى الآن على مستوى معيشة المواطن، فالتعليم كما الطبابة والخدمات العامة، جميعها إلى تراجع، والحُفر التي تملأ شوارعنا، تبين سطوة الفساد في بلد يعيش على النفط، وبينما تقفز أسعاره فتسجل ميزانيتنا فوائض قياسية لا نراها محققة على الأرض.

سأترك كل هذا صبيحة يوم العيد، وأنتقل بعيداً عن الهمّ السياسي، للمساحات البيضاء في بلادي، إذ يدخل علينا عيد الأضحى المبارك، والأطفال يستقبلونه بفرحتهم وملابسهم الجديدة، وتجتمع الأسر الكبيرة على مائدة واحدة، ويلاحق المبتعدون أخبار ذويهم، ويتواصل المغتربون مع أصدقائهم وأحبتهم.

لكن رغم لافتات التهاني المصطنعة التي يرفعها المرشحون المحتملون لمجلس الأمة، والرسائل القصيرة التي تؤكد لنا أننا لانزال موجودين على قوائم أرقام هواتف من يرسلونها، رغم كل هذا استمتعوا بالعيد، واستغلوا المناسبة لتجديد الولاء لمن تحبون، حتى إن خلت «الديرة» من مواطنيها ومقيميها، وكل عام وأنتم بخير.

back to top