الشعبي أخطر عليهم من حزب الله!!

نشر في 24-02-2008
آخر تحديث 24-02-2008 | 00:00
 سعد العجمي

ارتكب النائبان من وجهة نظري خطأ كبيراً، وهما من سيتحملان نتيجته، لكننا نرفض الدعوة إلى نصب المشانق لهما، ولا نشكك في وطنيتهما قيد أنملة، لأن هذا ليس من اختصاصنا، فهناك أدوات دستورية، وقضاء مستقل نزيه، وقبل ذلك وبعده قيادة سياسية حكيمة لا نشك للحظة في إدراكها خطورة تبعات حملة التأجيج.

لا أدري إلى أين تقودنا حملة التأجيج «المسعورة» التي أطلقها دعاة الوطنية المزعومة بعد حادثة التأبين المشؤومة، لينجرف خلفها كثيرون، بقصد أو بحسن نيّة وكأنهم قطيع من الأغنام ، لكنني بت متأكداً أن يوماً قريباً سيأتي نقول فيه جميعاً «حسبي الله ونعم الوكيل» على مَن أبـَّن، وعلى مَن هيّج، لأن الحس الوطني الغائب كان القاسم المشترك بين الاثنين.

لو أن تداعيات حادثة عبدالصمد ولاري التي وصفناها سابقاً بـ«الخطيئة» والحماقة السياسية غير المبررة إطلاقاً، توقفت عند حدودها الطبيعية، عبر كشف الحدث والتفاعل معه وتشكيل رأي عام حوله بأسلوب عقلاني متزن، وصولاً بالأمر إلى محك القضاء أو قاعة عبدالله السالم... وكفى، لوقفنا حينها احتراماً لتلك الآلة الإعلامية وأذرعها، لأن هذه هي الحدود الطبيعية لمفهوم ما يسمى بـ«الحملات الإعلامية»، لكن استمرارها في تأجيج الوضع والنفث في نار الفتنة، كشفا مكنونات جماعات الردح السياسي بعد أن اتّضح للجميع أن تهويل خطر «حزب الله» والعزف على وتر الولاءات الخارجية، لم يكن سوى وسيلة لضرب «التكتل الشعبي» وتفكيكه، قدّمها لاري وعبدالصمد على طبق من ذهب -للأسف- إلى جماعات التطبيل والردح ومنظّري الوطنية.

لأن «الشعبي» كان دائماً رأس الحربة في الهجوم على سراق المال العام، ومجاميع الاستحواذ على مقدرات الشعب، فإن المعركة معه تتطلب استخدام ما هو متاح، وغير متاح، من الأساليب حتى غير الأخلاقية، التي وصلت إلى درجة التشكيك في ولاء ووطنية أعضائه الخمسة الباقين.

ندد التكتل بالتأبين، فقالوا بلع مسلم البراك لسانه! فصلوا لاري وعبدالصمد فإذا بهم يتحدثون عن الفحم المكلسن وأحمد السعدون!! قال حسن جوهر إن الوطن أهم ألف مرة من التكتل وبقائه، فإذا بهم يقولون إن مروزق الحبيني سيخوض انتخابات فرعية مع العوازم!!

في المقابل لم يعلق رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي على هذا الحدث، فماذا فعلتم؟ لم أقرأ تصريحاً حول الموضوع لمرزوق الغانم وعادل الصرعاوي ونواب آخرين، وصمَتَ التجمع السلفي وبعض التيارات الأخرى أسبوعاً كاملاً لمراقبة أين تتجه الموجة؟ فهل نشكك في الخرافي وغيره من الأعضاء والقوى السياسية بأنهم لا يملكون حساً وطنياً، بعد أن قسمتم الشعب إلى مواطنين وخونة، وفق مواصفاتكم الخاصة وأهوائكم؟ إنني أجد العذر لكم فقد أعماكم كرهكم للتكتل الشعبي عن ممارسة أقل أنواع التعاطي العقلاني مع هذه القضية الحساسة، وبدا واضحاً للجميع أنكم مازلتم تترنحون من أثر الضربات الموجعة التي وجهها لكم مسلم البراك وأحمد السعدون وبقية نواب «الشعبي»، فهانت مصلحة الوطن ووحدته وأمنه عليكم، فبدلاً من أن تفاخروا بنجاح حملتكم الإعلامية في كشف لاري وعبدالصمد للشعب الكويتي -على حد وصفكم- وجدنا بعضكم يطالب بإقامة صلاة الميت على «الشعبي»، تبّـاً لها من خصومة سياسية مقززة كشفت للجميع ما تحملونه من عقول خاوية.

على كل، فالنائبان ارتكبا من وجهة نظري خطأ كبيراً، وهما من سيتحملان نتيجته، لكننا نرفض الدعوة إلى نصب المشانق لهما، ولا نشكك في وطنيتهما قيد أنملة، لأن هذا ليس من اختصاصنا، فهناك أدوات دستورية، وقضاء مستقل نزيه، وقبل ذلك وبعده قيادة سياسية حكيمة لا نشك للحظة في إدراكها خطورة تبعات حملة التأجيج، التي كشفت لنا الكثير من الحقائق لعل ثانيها، أن الأشجار المثمرة وحدها تقذف بالحجارة، أما أولها وأهمها، أن التكتل الشعبي سيبقى خنجراً في خاصرتهم وخطراً يهدد مصالحهم، في هذا الزمن «المقلوب» كحال هذه المعادلة.

back to top