يبدو أن الانشغال بالشأن السياسي أصبح طاغياً ومسيطراً على اهتمامات الناس، وأهم من ذلك انه الشغل الشاغل والهاجس المزمن لضياع القرار، سواء مشرعين كانوا أو مسؤولين حكوميين، هذا التعايش اليومي مع حالات التأزم والتأزيم والاحتقان والتجاذب أبعد الجميع -تقريباً- عن الالتفات الى القضايا الحياتية المهمة بالنسبة للمجتمع، ويلاحظ المتتبع للهموم الكويتية غير السياسية حالات وظواهر وأرقاما مرعبة.وزارة العدل تقول ان حالات الطلاق ارتفعت لتصل الى اكثر من %36.5، فمن بين كل مئة زواج هناك تقريباً 37 حالة طلاق، وهذا رقم مرعب لا يعكس استقراراً اجتماعياً ولا يبشر بلحمة اجتماعية مستقبلية ولا يقع ضمن دائرة اهتمامات الساسة وليس من أولوياتهم النظر في المشكلة وبحثها ومحاولة إيجاد طرق لتقليص هذه النسبة أو على الأقل الحد منها والعمل على عدم تناميها.
الرقم الآخر الأكثر إرعابا، هو ما ذكره أحد أطبائنا في لقاء إذاعي من ان الكويت عام 2025 سيكون فيها %50 من المواطنين مصابين بمرض السكر وهو أمر ليس في دائرة اهتمامات صناع القرار لأنهم مشغولون بالاستجوابات تارة ومحاولة التوافق أو التوفيق بينهم تارة أخرى ...!ولا تقف قائمة الأرقام عند هاتين الحالتين، فعلى سبيل المثال لا الحصر، تستورد الكويت سنوياً أكثر من 120 ألف سيارة بينما لا يتعدى عدد التالف (المحال الى السكراب) سنوياً اآلافا قليلة، وعلينا أن نقيس حجم الاكتظاظات المرورية المترتبة على ذلك والحاجة إلى بنية تحتية جديدة من طرق أوسع وأكثر ... ناهيك عن نسبة الحوادث والتأثير على البيئة، ومن الأرقام المرعبة أيضاً موقعنا العالمي ضمن أول عشر دول في ارتفاع نسبة المدخنين، وفي تصدر النسب المتقدمة من البدانة، وغيرها الكثير، لكن المؤلم في الأمر، هو ردة الفعل التي يواجهك بها أغلب صناع القرار، وأول رد هو «احنا وين وهالقضايا وين؟! خلونا نخلص من الأزمة اللي احنا فيها ...» وفي نهاية المطاف، أزمة تلد أخرى، وأرقام تتضاعف وتتوّرم لا تلفت نظر الساسة ولا تثير اهتمام -حتى- المواطنين أنفسهم وهم من سيدفع ثمنها ...!
مقالات
أرقام مرعبة
07-06-2007