فرصتك... يا شيخ ناصر!!

نشر في 24-10-2007
آخر تحديث 24-10-2007 | 00:00
 سعد العجمي

سمو الرئيس... لم يعد لديك الكثير لتخسره، فلمَ لا تجرب المواجهة هذه المرة، حينئذ ستكون قد كشفت لنا من هم «المؤزمون»، ومن هم «المدفوعون»، وقبل ذلك وبعده من هم «أعداء» الشيخ ناصر الحقيقيون.

أسهب الاخوة الزملاء الكُتّاب في تسليط الضوء على الأهداف «الخفية» والبينة التي كانت وراء تقديم الاستجوابين بحق الحميضي والمعتوق، لاسيما طريقة التسابق على تسليم ملف استجواب كل فريق، التي تشبه لحظة «الهده» ليوم خميس من مدرسة ابتدائية للبنين.

ولأن الاستجواب حق دستوري مكفول لمن يمثل الأمة، فلن أدخل في حديث النوايا بالنسبة الى النواب الثلاثة، كون الأمر بات مكشوفاً للجميع والكلام عنه سيكون اشغالاً لوقت القارئ الذي بات يعرف تفاصيل المشهد السياسي.

الاستجوابات قُدمت وانتهى الأمر، عليه فإن ردة الفعل والتعامل الحكومي مع الوضع القائم، هي الأهم في هذه المرحلة.

وسبق وذكرت في مناسبات سابقة أن الحكومة ورئيسها الشيخ ناصر بحاجة إلى مواجهة استجواب ما، يتمكن هو وفريقه الحكومي من تجاوزه عبر مقارعة الحجة بالحجة وإظهار الجلَد الحكومي والتعامل مع المجلس معاملة الند للند وفق أطر الدستور، لإثبات أن الحكومة استفادت من تجارب الاستجوابات السابقة وبات جلدها متيناً، وبالتالي فإنها بحاجة إلى كسب معترك «استجوابي» يعيد لها ثقة القيادة والشارع، بعد أن اتضح لها أن سياسة «الهون أبرك ما يكون» التي اتبعتها في استجوابات سابقة، لم تعد عليها سوى بمزيد من المشاكل، حيث زحف المجلس على صلاحياتها، وتساقط العديد من وزرائها.

إن موجة الاستهجان الشعبي، وكذلك التذمر من بعض الكتل النيابية للطريقة والتوقيت التي قدم فيها الاستجوابان، إضافة إلى الانقسام الذي وصل إلى درجة «الشرخ» في صفوف الكتلة الإسلامية، هي فرصة قد لا تتكرر يجب على الشيخ ناصر استغلالها، وبالتالي عدم الرضوخ للابتزاز، بل بالإصرار على الاحتكام لمنصة الاستجواب سواء في استجواب الحميضي أو المعتوق، لأن مصير الاستجوابين إلى الفشل وفق المعطيات والقراءات الحالية للساحة متى ما تحركت «السلطة» بجدية وجماعية واستخدمت لغة الترغيب تارة والترهيب تارة أخرى في حدود المتاح سياسياً وأخلاقياً، ولو من خلال بعض الصفقات، لأن السياسة تحتاج إلى ذلك في بعض الأحيان.

سمو الرئيس... لم يعد لديك الكثير لتخسره، فلمَ لا تجرب المواجهة هذه المرة، حينئذ ستكون قد كشفت لنا من هم «المؤزمون»، ومن هم «المدفوعون»، وقبل ذلك وبعده من هم «أعداء» الشيخ ناصر الحقيقيون.

* * *

أحدهم قال إن «الشعبي» هو من أوعز إلى الطبطبائي والعمير بإضافة محور الأمانة العامة للأوقاف في استجوابهما، وآخر كشف أن الكتلة طلبت من بورمية إدخال محور الهيئة العامة للاستثمار في ملف استجواب الحميضي، لذلك فإنني لا أستبعد أن يخرج علينا ثالث غداً ليقول إن اجتياح القوات التركية لشمال العراق جاء بإيعاز من كتلة العمل الشعبي.

back to top