العالم يساند أبومازن بقوة في وجه «الانقلاب»
مصر تسحب بعثتها احتجاجاً... وواشنطن تدعو «المانحين» إلى تسييل الأموال المجمدة جد أبومازن نفسه أمس أمام دعم سياسي هائل رغم تقهقر القوات الموالية له في «غزوة غزة». وشرعت عواصم القرار في الخوض في ضرورة تسييل أموال السلطة المجمدة منذ فوز «حماس» في انتخابات «التشريعي». مصر من جانبها دعمت عباس لكنها رفضت الوصاية على غزة.غادر رئيس البعثة المصرية اللواء برهان حماد وبرفقته جميع أفراد البعثة المرافقة غزة، بينما أعلنت «حماس» سيطرتها على القطاع. وقال مسؤول مطلع على القرار المصري رفض الكشف عن هويته «كان إجراء احتجاجيا بالطبع»، وانسحاب البعثة المصرية ضربة لـ«حماس» التي طالما رحبت بها القاهرة رغم العزلة التي فرضتها عليها القوى الغربية. وأضاف المسؤول «سيتطلب الأمر بعض الوقت لاتخاذ قرارات» بشأن كيفية إدارة العلاقات حاليا.
اكد الناطق الرسمي باسم الحكومة الاردنية اليوم الجمعة وجوب احترام الشرعية الوطنية الفلسطينية، مشددا على التزام المملكة بدعم هذه الشرعية ودعم الرئيس الفلسطيني محمود عباس.من جهته أكد الناطق باسم الحكومة الأردنية ناصر جودة على «وجوب احترام الشرعية الوطنية الفلسطينية التي تجسدها منظمة التحرير الفلسطينية والسلطات الدستورية الفلسطينية المنبثقة عنها»، مشددا على «التزام الاردن بدعمها». كما اكد جودة «ضرورة حماية السلطة الفلسطينية ودعمها ودعم رئيسها محمود عباس ومنع انهيار مؤسساتها التي تخدم القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني». وعبر عن «رفض الاردن القاطع لكل خروج او تحد لهذه السلطة الشرعية». واشار جودة الى «قلق الاردن العميق من التداعيات الخطيرة والمدمرة (...) في غزة على القضية الفلسطينية وشرعيتها ووحدتها ومستقبلها وعلى افاق حلها وعلى فرص نيل الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة وفي مقدمتها اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على ترابه الوطني». دولياً اعلنت المتحدثة باسم الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا ان اعضاء اللجنة الرباعية الخاصة بشأن الشرق الاوسط (الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة) اكدوا في اتصال هاتفي الجمعة «دعمهم الكامل» للرئيس الفلسطيني محمود عباس. وقالت كريستينا غالاش ان «الرسالة الرئيسية» خلال المكالمة الهاتفية كانت «الدعم الكامل لابو مازن (محمود عباس) وعلى الاخص في هذه الفترة التي تشهد تشكيل حكومة طوارئ». واضافت غالاش ان اللجنة الرباعية ممثلة بوزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ونظيرها الروسي سيرغي لافروف والامين العام للامم المتحدة بان كي مون وسولانا والمفوضة الاوروبية للعلاقات الخارجية بينيتو فيريرو فالدنر، عبرت عن «قلقها البالغ ازاء الوضع الانساني» للفلسطينيين.وقالت ان اللجنة دعت الى السماح بوصول المساعدات الانسانية «بأسرع ما يمكن الى الذين يحتاجون اليها».من جهتها قالت المفوضية الاوروبية إنها تؤيد تماما الرئيس الفلسطيني محمود عباس ودعت إلى إجراء حوار لانهاء الصراع الفلسطيني الداخلي. وقالت رئاسة الاتحاد الأوروبي التي تتولاها ألمانيا حاليا إنها «تدين بأشد العبارات» استيلاء «حماس» على السلطة في غزة وقتل المدنيين وأفراد قوات الأمن.وقالت «إن رئاسة الاتحاد الأوروبي تدعو الأطراف كافة إلى قبول قرارات الرئيس عباس وعمل كل ما يلزم لتهدئة الموقف في قطاع غزة ومنع امتداد العنف إلى الضفة الغربية». وقالت المتحدثة باسم المفوضية إن الاتحاد الأوروبي عازم على متابعة الإغاثة الإنسانية لكل من الضفة الغربية وغزة. من جهتها دانت وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت اليوم الجمعة ما وصفته بـ«الانقلاب» الذي نفذته حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في غزة، وقالت ان لندن ترغب في مواصلة العمل مع السلطة الفلسطينية الشرعية. وصرحت بيكيت لهيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) انه سيكون من الخطأ السماح لـ«حماس» الاستفادة من استيلائها على السلطة في غزة. وقالت «ان فكرة مكافأة تنفيذ انقلاب بشكل ما من قبل المجتمع الدولي تبدو غريبة تماما».فرنسا أعربت عن «دعمها التام» للرئيس الفلسطيني محمود عباس ووصفته بأنه «عماد المؤسسات الديموقراطية للسلطة الفلسطينية» وأعربت عن «قلقها الشديد» ازاء الوضع السائد في قطاع غزة. ودعت إلى التوصل الى «حل سياسي للازمة». فيما دانت الرئاسة الالمانية للاتحاد الاوروبي «بشدة استيلاء ميليشيات حركة حماس غير الشرعية على السلطة بواسطة العنف في غزة ومقتل مدنيين ابرياء»،ودعت روسيا إلى الهدوء وحثت الوسطاء الدوليين على المساعدة لتفادي نشوب حرب أهلية بينما سحبت مصر مبعوثيها الدبلوماسيين من غزة احتجاجا على استيلاء «حماس» على القطاع وقالت إيران إن العنف أظهر أن الفلسطينيين فقدوا القدرة على رؤية عدوهم الحقيقي.كما تحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس بشأن الوضع الذي قال الكرملين إنه يبعث على «القلق الشديد».وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف للصحافيين «سفك الدماء يتواصل ومن المهم مساعدة الفلسطينيين على إعادة التوحد. (نشوب) حرب أهلية في فلسطين لا يصب في مصلحة أحد».كما عبرت إيران وهي حليف أساسي لـ«حماس» عن استيائها من التصعيد. وقال الرئيس الإيراني الأسبق اكبر هاشمي رفسنجاني للمصلين خلال صلاة الجمعة في طهران «للأسف المقاتلون الفلسطينيون نسوا عدوهم الأساسي ويقاتلون بعضهم بعضا بدلا من النظام الصهيوني. هذا...يتوافق مع مصلحة العدو. هذا بالضبط ما يريدونه».وكانت واشنطن اعلنت عن قلقها الشديد من انتقال قطاع غزة الى سيطرة «حماس»، معربة عن دعمها «الكامل» لعباس. وقالت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ان «الرئيس عباس مارس صلاحياته القانونية بوصفه رئيسا للسلطة الفلسطينية وممثلا للشعب الفلسطيني».واضافت رايس ان «عباس انتخب العام 2005 بغالبية مريحة». كما ناشدت رايس الحلفاء العرب للولايات المتحدة دعم القوى الفلسطينية المعتدلة على ما صرح المتحدث باسم الخارجية شون ماكورماك.اسرائيليا اكدت وزيرة الخارجية تسيبي ليفني التي تقوم بزيارة الى لشبونة ان المواجهات بين انصار حركتي فتح وحماس في قطاع غزة لا تخدم مصالح اسرائيل لانها تزيد من صعوبة التوصل الى اتفاق سلام. واعتبرت ان «الوضع الراهن هو نتيجة ضعف القوات الفلسطينية المعتدلة». لافتة الى «انها مشكلة فلسطينية».واكدت ليفني ان الاسرائيليين والفلسطينيين لا يحتاجون الى الاتحاد الاوروبي بصفة وسيط، بسبب وجود «حوار ثنائي» انما «لدعم القوى المعتدلة».وعلى الرغم من انه يجري بحث نشر قوة دولية على حدود غزة مع مصر قال مسؤولون اميركيون واسرائيليون انهم متشككون في ان القوى الكبرى ستكون مستعدة للمساهمة بقوات ومواجهة هجمات «حماس». فيما اعتبرت روسيا أن ارسال قوات سلام دولية أمر لا بد ان يحظى بموافقة الفصائل الفلسطينية. وناشد لافروف «فتح» و«حماس» التمسك باتفاق تقاسم السلطة الذي جرى التوقيع عليه في وقت سابق من العام في مدينة مكة السعودية.وفي ردود الأفعال أيضا أكد مصدر مصري مسؤول أن القاهرة لا تقر مبدأ فرض أي وصاية على قطاع غزة وأنها لا ترغب في فرض وصايتها على غزة وترفض هذا المبدأ رفضا قاطعا. وأوضح المصدر أن هذا الأمر كان قد سبق أن أثير في أثناء مباحثات السلام بين الرئيس المصري الراحل أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك مناحم بيجن وأن مصر رفضت وقتها مبدأ الوصاية المصرية على قطاع غزة رفضا مطلقا، معلنة دعمها لعباس، وهو الموقف الذي اتخذته غالبية الدول العربية.