Ad

وزارة الداخلية ووكيلها أمام اختبار لإثبات ليس فقط جديتهما بل إيمانهما أيضاً بما قاله الرجيب في المؤتمر الصحفي، فليس هناك أكثر امتهاناً وحطاً من قدر الشرطة وهيبتها سوى إعلان مدفوع الثمن عن إقامة انتخابات فرعية يحتل مساحة في الصحف تفوق مساحة خبر مؤتمر الرجيب الصحفي عن الهيبة.

الإشادة بجهود وزارة الداخلية في التصدي لجرائم الانتخابات الفرعية وضبط منظميها مستحقة، ولكنها تظل مصحوبة بالشك والشعور بعدم الثقة في جدية الداخلية، إذ يوجد هناك نفس جدي ولكن الزمن فقط سيرينا ما إذا كانت هناك بالفعل جدية. لقد تعودنا منذ تجريم الانتخابات الفرعية على وعود الحكومة أثناء الانتخابات بتطبيق القانون، ولكن من دون أن تثبت لنا مرة جديتها في ذلك، فإما ينتهي الأمر إلى غض النظر عن الفرعيات وإما بذل الحد الأدنى من الجهد في ملاحقة منظميها، ما ينتج عنه تبرئتهم لعدم كفاية الأدلة.

في مقال الأسبوع الماضي كتبت عن فقدان الشرطي الكويتي للهيبة تعليقاً على حديث وكيل وزارة الداخلية الفريق أحمد الرجيب عند تعيينه عن عزمه العمل على استعادتها، والآن تأتي الانتخابات لتضع «الداخلية» ووكيلها أمام اختبار لإثبات ليس فقط جديتهما بل إيمانهما أيضاً بما قاله الرجيب في المؤتمر الصحفي، فليس هناك أكثر امتهاناً وحطاً من قدر وهيبة الشرطة سوى إعلان مدفوع الثمن عن إقامة انتخابات فرعية يحتل مساحة في الصحف تفوق مساحة خبر مؤتمر الرجيب الصحفي عن الهيبة.

إن توقف جهود وزارة الداخلية عند ملاحقة منظمي الفرعيات وإحالتهم إلى النيابة هو بمنزلة تقصير في الواجب الوطني إن لم يصاحبه جهد مواز في جمع الأدلة، ووزارة الداخلية بعد أن ملأت الصحف قبل أسابيع بتصريحات عن تطور أساليبها في جمع الأدلة الجنائية وإشادة الـ FBI وسكوتلانديارد بها ليس من المفترض أن ينقصها ما تحتاجه لبناء قضية متكاملة ضد منظمي الفرعيات. وليس من المعقول أن يستطيع محررو الصحف الوصول إلى تفاصيل الفرعيات وتعجز الداخلية عن ذلك، وليس من المعقول أن يستطيع الأكاديميون إجراء دراسات عن الفرعيات وتجميع البيانات عنها وتعجز الداخلية عن ذلك، وليس من المعقول أن يستأسد جهاز أمن الدولة في تتبع كل كلمة تكتب في الإنترنت وخطف أصحاب المواقع الإلكترونية ويعجز عن تتبع جريمة معلن عنها مسبقاً في الصحف مصحوبة بأرقام هواتف للاستفسار للمشاركة فيها وعنوان ارتكابها في خيم أو ديوانيات.

أن تمر عدة انتخابات برلمانية منذ تجريم الفرعيات ولا يدان شخص واحد فيها أمر لا يقبله العقل والمنطق والواقع، وربما حان الوقت لإثبات جدية الوزارة، فالانتخابات القادمة فرصة مواتية، وقد يكون تزامنها مع الحديث عن هيبة الشرطة هو من حسن أو سوء حظ الرجيب، وهو بيده تحديد ذلك.

Dessert

في الانتخابات الماضية نجح في إحدى الفرعيات ضابط كبير في وزارة الداخلية، وها هو يعيد الكرة هذه المرة، هذه حال هيبة الشرطة يا سعادة الوكيل.