أستغرب كثيراً أن يترك وزير الصحة عبدالله الطويل لموظفيه وللجان وزارته العنان هكذا، دون ضابط ولا رابط، للرد على التصريحات النيابية من الطبطبائي وغيره، وأن يصل الحد ببعضهم إلى الدخول في مهاترات سمجة لا طائل من ورائها وبشكل يومي على صفحات الجرائد!يبدو أن بعضهم قد رأى في مقالتي السابقة، التي انتقدت فيها النائب الفاضل د.وليد الطبطبائي، إعفاءً ضمنياً أو تبرئة لوزارة الصحة مما يدور حولها ويثار عنها من اتهامات ومشاكل، وهذا غير صحيح على الإطلاق، فمقالتي السابقة لم تتطرق إلاّ إلى انتقاد الطريقة الإعلامية التي يستخدمها د.الطبطبائي في التعامل مع ملف وزارة الصحة، والتي لا أزال أراها طريقة غير صائبة، أدت إلى أن يخسر تعاطف وتأييد كثير من الناس، بمن فيهم بعض من يتفقون معه في انتقاد وزارة الصحة!
وزارة الصحة لا تزال في تصوري على علاتها الشهيرة، والتي هي أكثر من أن تحصر، وأوضح من أن تُخبأ فلا تنشر، ولا يحتاج الواحد منا إلاّ إلى جولة عجلى في أروقة مرافقها المنتشرة على طول البلاد وعرضها، لتتبدى له المأساة جلية صفراء فاقع لونها كبقرة بني إسرائيل، لكنها لا تسر الناظرين!
والحق أن الطبطبائي لم يكن بحاجة الى أن يظهر أمام الناس، وكأن قضيته الشاغلة وكيل وزارة الصحة، فينزلق في هذا المنزلق الصعب الذي جعله عرضة للاتهامات بالطائفية والشخصانية، وحسبه لو اكتفى بالتلويح برزايا وزارة الصحة وبلاويها لنصطف جميعاً من ورائه بمختلف توجهاتنا مؤيدين!
لكنني وإن كنت قلت هذا، فأقول أيضا إن العشب ليس أكثر اخضراراً في الجانب الآخر من السياج، وأعني بذلك الطريقة الإعلامية التي تتعامل بها وزارة الصحة مع تصريحات الطبطبائي المتكررة، إن كان الطبطبائي قد أضاع بوصلته وخانته تصريحاته، فهو بالنهاية يبقى نائباً فرداً ينطلق من اجتهاداته الشخصية التي تحتمل الخطأ دون شك، لكن ما عذر «مؤسسة» وزارة الصحة ونحن نرى تصريحات مسؤوليها ولجانها تنطلق للرد عليه بأسلوب «الواحدة بواحدة والبادئ أظلم»، وكأن الأمر معركة صبيانية تجري في الشارع!
أستغرب كثيراً أن يترك وزير الصحة عبدالله الطويل لموظفيه وللجان وزارته العنان هكذا دون ضابط ولا رابط للرد على التصريحات النيابية من الطبطبائي وغيره، وأن يصل الحد ببعضهم إلى الدخول في مهاترات سمجة لا طائل من ورائها وبشكل يومي على صفحات الجرائد!
هذا الأسلوب الإعلامي المنفلت، الذي ينتهجه مسؤولو وزارة الصحة، والبعيد كل البعد عن الطريقة الرسمية الموضوعية المفترضة، لن يزيد الطين إلا بلة، ولا أعتقد أن سمعة وزارة الصحة وما فيها من اعتلالات واختلالات وانخفاض مستوى رضا المواطنين عن خدماتها، ينقصها أن يضاف إليها اليوم هذا التخبط الإعلامي أيضاً!
معالي وزير الصحة، نرجو أن تلجم موظفيك عن هذا العبث المهين، وأن تجعل حق التصريح لأشخاص أو جهات محددة بأسلوب قانوني رسمي لا بالطريقة العنترية الفردية، وإن كان أحد ما من موظفيك يرى في ما طرحه النائب د.وليد الطبطبائي أو غيره مساساً بذمته أو شخصه أو كرامته دون دليل، فعليه أن يلجأ إلى القضاء وله كل الحق في ذلك.