شكراً وزير الداخلية... شكراً خضير... شكراً حدس!
تكاد تكون المرة الأولى التي أصادف فيها مسؤولا يلم بقضية «البدون» إلى هذا الحد ويتلمسها من مختلف جوانبها، ويشعر بأبعادها الإنسانية وانعكاساتها المختلفة على أمن واطمئنان البلاد، ويدرك أهمية حلها على وجه السرعة ومن دون تأخير وبالأخص على مستواها الإنساني الذي لا يحتمل التأخير.
سنحت لي الفرصة لأن أكون أحد أفراد وفد اللجنة الشعبية لقضايا «البدون» الذي التقى معالي وزير الداخلية الشيخ جابر الخالد الأسبوع الماضي للحديث عن قضية «البدون»، والحق أني وجميع أفراد الوفد قد خرجنا بانطباع إيجابي جدا ونفسيات مرتفعة من ذلك اللقاء.لم يكن اللقاء هو الأول بالنسبة لي مع مسؤولين حكوميين على هامش قضية «البدون»، فقد سبق أن جلست مع أطراف متعددة من مختلف الجهات، لكنها تكاد تكون المرة الأولى التي أصادف فيها مسؤولا يلم بالقضية إلى هذا الحد ويتلمسها من مختلف جوانبها، ويشعر بأبعادها الإنسانية وانعكاساتها المختلفة على أمن واطمئنان البلاد، ويدرك أهمية حلها على وجه السرعة ومن دون تأخير وبالأخص على مستواها الإنساني الذي لا يحتمل التأخير.فاجأني الشيخ جابر بأشياء عدة؛ أولها، هذا الإلمام الكبير والتلمس العميق لقضية «البدون» بمختلف أبعادها، وإصراره على أن يساهم بكل ما يستطيع لأجل حل هذه القضية المؤرقة للكويت. وثانيها، أنه متابع جيد لما ينشر ويبث في أجهزة الإعلام، فقد أشار وبوضوح إلى ظهوري في قناة العربية منذ عدة أيام، بل ولامني بنبرة حانية على أسلوبي الشديد في حق الحكومة على صعيد معالجتها لقضية «البدون»، وكذلك أشار إلى ما تناولته في زاويتي هذه عن لقائه رؤساء تحرير الصحف. شكرا لك جزيلاً معالي وزير الداخلية، وكلي أمل أن تستطيع أن تدفع هذه القضية إلى الحل كما تعهدت لنا، وأسأله سبحانه وتعالى أن يعينك على ذلك وأن ينصرك على كل المعوقات التي ستعترض طريقك، وأنت من قلت إنك تدرك أن هناك من سيعترضون طريقك، ولكنهم لن يثنوك عن مسيرتك لأنك تراقب الله عز وجل لأجل خير هذا الوطن.في مساء اليوم ذاته كان هناك اجتماع للجنة قضايا «البدون»، وقد فاتني حضوره لكن نقل لي من أثق به أن النائب خضير العنزي قد أعلن تبني الحركة الدستورية الإسلامية (حدس) اقتراحا بقانون لإعادة الحقوق المدنية إلى «البدون» والذي جاءت به اللجنة الشعبية للدفاع عن قضايا «البدون» وتبنته كتلة العمل الشعبي (حشد)، ووضع على رأس سلم أولويات عمل نواب الحركة، (كتب عن هذا الأمر الزميل د. سامي خليفة منذ أيام في زاويته في الزميلة «الراي»).حماس النائب خضير لقضية «البدون» غير خافٍ على أحد، ومساهماته لحلها لا ينكرها إلا جاحد، وحين كتبت عنه منذ أيام لم أكن لأشكك بهذا الجانب، ولكنني كنت أتساءل، ربما بأسلوب رآه البعض استفزازياً بصورة ما، عن موقف «حدس» ككل من المشروع الذي تبنته «حشد». وها هو اليوم يعلن خضير الموقف بكل وضوح أمام أفراد اللجنة الشعبية لقضايا «البدون».شكراً لأبي خالد، نائبنا العزيز خضير العنزي، وصادق الاعتذار إليه إن كان قد لمس في ما كتبت سابقاً ما شعر أنه موجه إليه شخصياً، ولكنني واثق من أنه يدرك أنه اليوم شخصية عامة، والشخصيات العامة في البلدان الديموقراطية واقعة في محل الانتقاد لا محالة لأن هذا جزء من هذه العملية، فليتسع صدره لنا.وشكرا لـ«حدس» لتبنيها المشروع، وإن كنا لا نزال نأمل منها أن تعطي هذه القضية المهمة نصيباً أكبر من الاهتمام والمتابعة حتى الوصول بها إلى الحل.