حاز مقدّم برنامج «فكر واربح» على شاشة «الكويت» سعد الخلف الجائزة الذهبية لعامين متتاليين في مهرجان القاهرة للاذاعة والتلفزيون. وقد تميّز ببساطته وعفويته في التقديم ما أدّى الى تألقه يومًا بعد يوم. «الجريدة» استضافته وكانت معه هذه الدردشة:فاز برنامجك «فكر واربح» لعامين متتاليين في مهرجان القاهرة للاذاعة والتلفزيون، كيف استطعت تحقيق هذا الانجاز؟
عمر البرنامج 14 عاماً وهو معروف بأقدميته. رغم عيوبه ومونتاجه البسيط إلاّ أن «فكر واربح» نجح جرّاء العفوية والبساطة في عناصره كافة.
البرنامج عبارة عن أسئلة وأجوبة، ما هي التغييرات في الأداء أو الإعداد التي جعلته يتميز عن غيره؟
يشبه «فكر واربح» برامج الفضائيات الأخرى لأنّه يقوم على مبدأ السؤال والجواب للحصول على جائزة، لكن ما يميّزنا عن غيرنا، اننا بدأنا البرنامج قبل 14 عامًا ومع الايام ادخلنا عناصر جديدة إلى الإعداد، منها على سبيل المثال الصور القديمة لممثلين وفنانين من بينهم عبد الله رويشد عندما كان في السادسة من عمره وعلى المشارك ان يعرف هوية هذه الشخصية بالاضافة الى أعلام الدول. وفي بعض الأعوام أعطينا الجواب للمشارك وكان عليه أن يعرف السؤال مثلا: تأسست سنة 1945 ما هو السؤال؟ هو: متى تأسست جامعة الدول العربية.
وفي رمضان 2007، ادخلنا الى البرنامج خيارات عدة للاجوبة، لكن بطريقة مغايرة استعملنا فيها كاميرا ثابتة، فعندما أسألك سؤالاً ولا تعرفه، اعطيك كاميرا وتدور في المكان، في الوقت نفسه أكمل عملي بكاميرتي الشخصية الى ان تعود، خلال دورانك تحصل على 4 أو 5 ايجابات، وعليك أن تختار واحدة منها.
لماذا اقتصر بث البرنامج في شهر رمضان الفضيل؟
قدّم البرنامج في بدايته في أيام عيد الفطر والأضحى مع المخرج عادل الخضر، وبعدما لمسنا إقبال الناس، اقترحنا تقديمه طوال شهر رمضان المبارك ابتداء من 1994 وقد شكّل هذا الأمر نقطةً إيجابية تمثلت في عدم ملل الجمهور منه لأنه يعرض في وقتٍ محدد. وعندما أصررنا على تقديمه على مدار العام عمدنا إلى إعداد برنامج آخر في عنوان «مشنص» أي المحظوظ وهو يعتمد على الحركات اليدوية وليس على الاسئلة، على سبيل المثال نعطي المشارك حلقات متشابكة عليه ان يفتحها أو مكعبات ألوان عليه أن يعدّلها. عرض هذا البرنامج على مدى دورتين ومن المحتمل ان نستأنف عرضه ابتداء من ابريل المقبل.
ما مواصفات المذيع الناجح؟
تشكل الطلة الاولى للمذيع على الشاشة معيار نجاحه فهو قد يدخل خلالها قلوب الجمهور أو لا يدخل. ناهيك عن أن على المذيع الناجح أن يعتمد البساطة في التقديم وعدم التصنع وأن يتحلى بالجرأة لكن طبعا الجرأة الأخلاقية. كذلك، عليه أن يترك الاستديو وينزل الى الشارع لثلاثة أو اربعة أعوام ويختلط بالناس لأن داخل الاستديو مختلف كليًا عن الخارج. هنا تكمن الثقة بالنفس، أن تمسك بالمايكروفون والناس حولك وتسيطر عليهم وتعمد إلى التوجه بسؤال إلى شخص يجتمع حوله 10 اشخاص يتكلمون ويتزاحمون وتكون قادراً على التركيز مع الشخص المطلوب فحسب.
ما الخطأ الذي يرتكبه المذيع وتنصحه بالابتعاد عنه؟
ان يسلّم المذيع المايكروفون إلى الضيف بيده، هذا يعني أنك سلمته سلاحك وأصبحت تحت رحمته، لأنه قد يتفوه بأمور ضدّ توجه العمل.
بعض الفضائيات يولي اهتمامًا إلى شكل المذيع على حساب ثقافته، ما تعليقك؟
يعتبر الشكل من العوامل الرئيسة في التلفزيون، لا سيما في البرامج التي لا تحتاج الى ثقافة كبرامج الموضة مثلاً، أما في البرامج الثقافية فلا يوصل الشكل إلى اي نجاح إذا لم يكن مقرونًا بالثقافة، لكن هذا لا يمنع انّ ثمة مذيعين يتمتعون بالمظهر الحسن والثقافة معًا من بينهم حليمة بولند فهي مثقفة وجميلة وناجحة.
كانت انطلاقتك الأولى مع تلفزيون «الكويت» ومازلت فيه، هل فكرت في الانتقال الى فضائيات اخرى أكثر انتشارًا؟
انطلاقتي الاولى كانت كمتعاون مع اذاعة الكويت في برنامج «مساء الخير يا كويت» وفي شهر أبريل من عام 1994 انتقلت الى التلفزيون. بعد هذه الأعوام، أجد وضعي الطبيعي في تلفزيون «الكويت» كمذيع وكمشاهد، خصوصًا بعد حصولي على ذهبيتين. لذا من الصعب أن أفكّر في الانتقال الى فضائيات أخرى وأنسى فضل هذا التلفزيون علي.
أشير في هذا المجال إلى ملاحظة مهمة وهي أنه عندما فزنا بالذهبيتين، كان الفوز باسم تلفزيون «الكويت» وليس باسم سعد الخلف بالإضافة إلى أن فضائية الكويت لها انتشارها ولولا هذا الانتشار لما فزنا بالذهبيتين.
لماذا لا تقدم برنامج منوعات أو لقاءات فنية؟
الفكرة موجودة وسنعدّ سهرات فنية تتلاءم مع أسلوبنا العفوي مع الحرص على إضفاء عناصر جديدة على التقديم كي يقول المشاهد في اليوم التالي انه شاهد بالأمس سهرة فنية مميزة على تلفزيون «الكويت».
هل ستقدم برنامجًا مباشرًا على الهواء؟
قدّمنا منذ أعوام برنامج هوايات اسمه «روعة» اي أنّ الضيف روعة، وكان يبث مباشرة على الهواء ويسجّل في الوقت نفسه. ويلقي الضوء على مراحل من حياة الضيف وطريقة عيشه. ثمة احتمال في معاودة هذا البرنامج ابتداء من ابريل المقبل مع المذيعة بشرى الرامزي.
لا تملك علاقات واسعة وبرامجك قليلة، كما تسند اليك البرامج المتعبة كالتي تتطلّب الذهاب الى المواقع الخارجية، لماذا؟
علاقتي جيدة مع الجميع ومن أعزّ المذيعين إلى قلبي بدر الدلح، لكن بعض المذيعين يرى في الخروج إلى الشارع استصغاراً له ويعتبر الاستديو نوعًا من التقدير وهذا بالتأكيد خطأ لأن المشاهد يرغب في اقتراب المذيع من مشاكله اليومية ومن همومه، كالمذيعين اللبنانيين الذين يرتدون الجينز وينزلون الى الشارع وينخرطون بين الناس ويسجلون مشاعرهم. أعتقد انّ في اختيارك من قبل المسؤولين للنزول الى الشارع تقديراً واسعاً.
مَن برأيك من المذيعين الأساتذة سار على هذا المنهاج؟
ماجد الشطي وامينة الشراح ويوسف مصطفى ومحمد الخشمان وفريح العنزي ودولة شوقي وعلي حسن، كلّهم نزلوا الى الشارع في برنامج «استراحة الجمعة» وانخرطوا بين الناس الى ان استقرّوا في البرامج السياسية والاخبارية وما إلى ذلك وهم يعتزّون بما فعلوا.
تعمل في الصحافة المكتوبة والتلفزيون، في أي من الحقليْن تجد نفسك أكثر؟
الصحافة جزء مني لكني أجد نفسي في التقديم أكثر.
من هم الأشخاص الذين تود شكرهم لمساهمتهم في حصول «فكر واربح» على الذهبيتين؟
أشكر وكيل مساعد شؤون التلفزيون خالد النصر الله ومدير عام قناة «الأولى» علي الريس ومدير إدارة المنوعات محمد المسري ومدير الانتاج بندر المطيري. كذلك أشكر المخرجين حمد عبد الله ومجيد الجزاف اللذين كانا من الاعمدة الأساسية في البرنامج لغاية 2006، عندما حصلنا على الذهبية الاولى. ولا أنسى طبعاً المخرج عقاب الشمري ومساعد المخرج وسيم الحصري، اللذين حصلنا معهما على الذهبية الثانية في 2007. ومن طاقم العمل أثني على جهود كل من: نايف النعمة (مشارك إعداد)، ناصر الشمري وعبير الشطي ومخلد الشمري (متابعة وتنسيق)، وحيد اليتيم وخالد العوضي وسامي العوضي (تصوير)، خليل عباس (مدير الاستوديو).