«باريس».. مدينة غير قابلة للنفاد..
نهر يتدفق.. كل دفقة لا تشبه سابقتها.. اللحظة لا تُعاش مرتين.. مدينة حية، تعشق القيام والتجدد.. كل مرة.. الزائر يجدها طازجة، وان زارها الف مرة. المدينة تتفتح كل صباح بألق واغواء لا يقهر.. فوران لا ينتهي. عروض المسارح المتجددة، الأسواق، المقاهي، الأوبرا، الحدائق والمتاحف.. في فرنسا 54 متحفا.. أهمها اللوفر .. وأغلب الزوار يقصدونه من أجل مجموعات الأعمال المتعدده للمدارس الفنية.. ولوحة الموناليزا الشهيرة. لكن هناك ثلاثة معالم ترتبط بأسماء رؤساء فرنسا.. هل هي خلّدت الفن؟ أم أن الفن خلّدها؟ العظيم والرائع، أن يتسابق هؤلاء في ماراثون الخالد والدائم، لأجل خدمة الفن والارتقاء بالبشرية. الرئيس الأول «جورج بمبيدو»، أنشأ بمبيدو سنتر، قمة متاحف الفن الحديث، فيه 56 عملا، واكثر من 5000 فنان.. وأكبر مجموعة لماتيس، ميرو، بيكاسو، جياكاموتي، دوفيه.. المبنى بحد ذاته، كان أعجوبة عصره في زمن افتتاحه. هذه السنة، افتتحت الصالات بعد التجديد والتحديث. الرئيس الثاني «ميتران».. أقام حياً أو مدينة صغيرة اسمها Biblitheque Nationale De France (المكتبة الوطنية الفرنسية). ولك أن تتخيل هذه المكتبة.. مدينة من أبراج زجاجية شفافة، وكل ما فيها يتمرأى فيه الناس.. تشاهد من الشارع، اليد الآلية تتحرك بالكتاب المطلوب، عبر الطوابق، وسط الأبراج تمتد غابة، نقلت من موطنها الأصلي الى ميدان المكتبة. الذهول والدهشة.. هو الاستقبال الرسمي الذي يصدم الزائر.. هل هذا معقول؟! أم أنك السائر المسرنم في عالم اللامعقول؟! الرئيس الثالث «شيراك» لم يكن أقل ممن سبقه.. سبتمبر 2006 افتتح متحف Musee Du Quai Branly للفن البدائي لشعوب العالم، من زمن الأساطير والى الآن. المتحف آية للفن المعماري.. من الحدائق التي رصفت بـ «فترينات» صغيرة، بين البلاط، صبرت فيها حشرات ورخويات غريبة.. الى البناء الأسطواني، الذي يضم أغرب وأجمل الأعمال البدائية، وأندرها في العالم. رأيت فيه مجموعات «المندله» التي كتبت عنها قبل أن أراها. من المتاحف الرائعة Musee De L,orangerie أي البرتقال، ويوجد في حدائق التوليري، وفيه أعمال مونيه «الليليات» الرائعة، تعرض في أربع صالات، كل صالة فيها أربع جداريات لأزهار الليلي.. كل جدار بلون واضاءة مبهرة.. لوحات تسرق الروح قبل البصر. وهناك متاحف أصغر من اللوفر، تتخصص بفن معيّن، مثل متحف Dapper للفن الأفريقي، خاصة الأقنعة. ومتحف Guimet للفن الآسيوي، ومجموعاته غير العادية.. الفن الآسيوي الباذخ في ثرائه. متحف Palais De Tokyo للفن الفرنسي الحديث والمعاصر، هو الوحيد الذي يفتح حتى منتصف الليل. انها باريس رحم النور.
توابل - ثقافات
رحم النور
07-01-2008