لا يأتينا أحد ليعطينا دروساً في الفرق بين المسؤولية الإدارية والسياسية، فبعض مطالبي الوزيرة بالاستقالة أخفوا ذيولهم بين أرجلهم عندما جاء تقرير ديوان المحاسبة مليئاً بمسؤوليات الوزير السابق محمد شرار السياسية عن المخالفات الواردة فيه، لكنهم لم يطالبوه بالاستقالة واكتفوا بلجان التحقيق والإحالة إلى النيابة.الضجة المثارة حول حادثة الاعتداء على التلاميذ تذكر بقضية افتعلت في الصيف الماضي وعايشتها عن قرب، عندما ادعت إحدى الصحف زيفاً قيام السلطات الأميركية باعتقال سبعة طلاب كويتيين واحتجازهم في المطار، فتلقفت قوائم الإخوان المسلمين الطلابية الخبر لضرب اتحاد الطلبة في أميركا الذي يتميز عنهم فكراً وإبداعاً، وتلقفه نواب لضرب السفير الكويتي في واشنطن الذي يتميز عنهم جهداً وإخلاصاً، وبمقارنة القضيتين نجد كثيراً من التشابه، حيث تقوم صحيفة تواجه صعوبات في الانتشار -بمشاركة سياسيين وكتاب- باقتناص قضية إنسانية وبهرجتها واستغلالها لتصفية حسابات شخصية وسياسية ولزيادة مبيعاتها، من دون أدنى اعتبار للنتائج السلبية التي تعود على البلد بشكل عام، والعواقب الإنسانية التي تعود على أطراف القضية كالتلاميذ.
إن أساس الحملة المبتذلة الموجهة ضد وزيرة التربية هو أن الناس، خصوصاً النواب، لم يعهدوا وزيراً من قبل يتصدى للمشاكل بشكل مباشر وحاسم وعلى وجه السرعة، فقيامها بإقالة المدير لمسؤوليته المباشرة عن المدرسة ومحاسبة قياديي المنطقة لمسؤوليتهم عن البيان المغلوط، أو إقالة مسؤولين كبار في الوزارة لأنهم «يحفرون لها»، هو نهج قيادي طال غيابه عن الكويت. ورداً على من يقول إن نورية الصبيح لم تحقق أي إنجاز في الوزارة، كيف لوزير أن ينجز قبل قيامه بتنظيف الوزارة ممن هم عائق في طريق الإنجاز؟ ناهيك عن قصر المدة التي تولت بها الوزارة مقارنة بما يعتري وزارة بحجم التربية من فساد تمكن منها على مدى عقود من الزمن.
ثم لا يأتينا أحد ليعطينا دروساً في الفرق بين المسؤولية الإدارية والسياسية، فبعض مطالبي الوزيرة بالاستقالة بدافع المسؤولية السياسية –على سبيل المثال- أخفوا ذيولهم بين أرجلهم عندما جاء تقرير ديوان المحاسبة مليئاً بمسؤوليات الوزير السابق محمد شرار السياسية عن المخالفات الواردة فيه، لكنهم لم يطالبوه بالاستقالة واكتفوا بلجان التحقيق والإحالة إلى النيابة، والعقل والواقع لا يقبلان أن يكون انتماؤهم إلى نفس قبيلة الوزير مصادفة.
لا مجال للمزايدة على فداحة الحادثة ومشاعر أهالي التلاميذ، إذ إن هناك جريمة ارتكبت بحق أطفال ومجتمع، وجار التحقيق فيها. في المقابل يجب ألا تحمل الوزيرة خطيئة عمال نظافة قاموا بانتهاك براءة أطفال إشباعاً لغريزة حيوانية قذرة. فليوضع تفاعل الوزيرة مع الحادثة ومحاسبتها للمسؤولين عنها تحت المجهر، فهنا تكمن مسؤوليتها السياسية، أما غير ذلك فلا فرق بين غريزة عمال المدرسة وغريزة من يستغلون معاناة التلاميذ وأهاليهم لتصفية حسابات شخصية وسياسية.
Dessert
لمعرفة سبب هجوم الصحيفة إياها الشخصي على الوزيرة الصبيح، اقرأ مدونة ساحة الصفاة:
http://kuwaitjunior.blogspot.com