Ad

لابد أن نذكر أنه في خضم العصر الإلكتروني الذي ينساق الإعلام في ركبه، هناك ما يسمى بـ«رقمنة» الإعلام الخارجي، أي الاستعانة بشبكة الإنترنت لبث وإدارة الرسائل الإعلامية بدلاً من الاعتماد على القوى البشرية. فالإنترنت اليوم أصبح مصنعاً لبث والتقاط الرسائل الإخبارية.

يقال إن الإعلام فن... ويندرج ذلك الفن ضمن حرية الرأي ورقي الذوق في بحر يصعب أن تنضبط فيه بوصلة «المراكب الإعلامية». ولن أغوص في المصطلحات كالاستقلالية والموضوعية والتعبير الذي برز أخيراً بعد خصخصة وسائل الإعلام، وهو «التعددية الإعلامية»، فلكل مصطلح دلالة، والعبرة بإدارة المنظومة الإعلامية بفاعلية، وبتقييم المشاهد والقارئ والمتلقي للمعلومة للعمل الإعلامي.

أقول ذلك بعد مشاركتي في برنامج قبل أيام عدة، أعده فريق من الشباب الناشط في إذاعة الكويت واستضاف مجموعة من الكتاب والأكاديميين في حوار جاد وصريح حول الإعلام، فاستند البرنامج من خلال محاوره إلى قضايا إعلامية عديدة، وتعرضت من خلاله لمساءلة إذاعية، وليست برلمانية، حول مقالي الأسبوع الماضي، الذي كان بعنوان «دردشة إعلامية»، ثم تناول النقاش موضوع «البطالة الإعلامية» وإذا ما كان سببها هو عزوف خريجي قسم الإعلام عن العمل في الإذاعة والتلفزيون أم عجز الجهاز الإعلامي تجاه اجتذاب الكفاءات نحوه.

ومن فرص العمل إلى «الإعلام البرلماني»، فتحدثنا من خلال البرنامج عن الحاجة إلى قناة تلفزيونية متخصصة بالشأن البرلماني، لتكون منبراً حراً لخدمة العملية الديموقراطية، غير متناسين أن مسؤولية الإعلام البرلماني ليست من اختصاص وزارة الإعلام فقط، بل تقع على مجلس الأمة أيضاً، من خلال الاهتمام بتحديث وتطوير النشرات الإلكترونية البرلمانية الخاصة بالجلسات واجتماعات اللجان وغيرها من أمور البرلمان.

وفي هذا السياق الإعلامي أيضا... لابد أن نذكر أنه في خضم العصر الإلكتروني الذي ينساق الإعلام في ركبه، هناك ما يسمى بـ«رقمنة» الإعلام الخارجي، أي الاستعانة بشبكة الإنترنت لبث وإدارة الرسائل الإعلامية بدلاً من الاعتماد على القوى البشرية. فالإنترنت اليوم أصبح مصنعاً لبث والتقاط الرسائل الإخبارية وأضحى بمقدور «تلفزيون الكويت»، على سبيل المثال، إجراء اتصال مرئي حي مع مراسله في بكين أو جنوب أفريقيا، عبر خط هاتفي بعد أن كان ثمن التقارير عبر الأقمار الصناعية مكلف للغاية، فمهمة المكاتب الإعلامية الفاخرة انتهت، وأصبح «النيولوك» الإعلامي الجديد... «ديجيتال» عبارة عن شخص واحد، وهاتف، وحاسوب شخصي.

كلمة أخيرة... مسلسل الهدر في استخدام الماء والكهرباء في «المرافق العامة» مازال مستمراً... ونحن أيضا كمواطنين «نبيه أخضر».