فاز حزب الاتحاد من اجل حركة شعبية اليميني بالأكثرية المطلقة في الجمعية الوطنية، حسب النتائج النهائية التي أعلنتها وزارة الداخلية الفرنسية أمس، وبات بإمكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ان يبدأ تطبيق برنامجه الاصلاحي الطموح، مستنداً الى أغلبية برلمانية مريحة.
وفي حين أعلن رئيس الحكومة فرانسوا فيون استقالة حكومته بعد اعلان النتائج النهائية إلا ان ساركوزي أعاد تكليفه تأليف الوزارة الجديدة. وحصل حزب الاتحاد من اجل حركة شعبية مع انتهاء الدورة الثانية من الانتخابات التشريعية على 329 من 577 مقعدا في الجمعية الوطنية المنتخبة لولاية من خمس سنوات. من جهتها حصدت المعارضة نتيجة افضل من المتوقع، بحصولها على 227 مقعداً، للحزب الاشتراكي منها 186مقعداً، بعد أن كانت حصته في البرلمان السابق 149 مقعداً. وتجنب الحزب الاشتراكي بذلك هزيمة ثقيلة كانت متوقعة بالنظر الى نتائج الدورة الاولى في العاشر من يونيو. وكانت استطلاعات الرأي توقعت حصول الحزب اليميني على عدد اكبر من المقاعد يتجاوز الـ400، وهو السقف الرمزي لما كان سيسمى اجتياحا. وقالت وزيرة العدل رشيدة داتي ان هذه الانتخابات تعطي الاتحاد من اجل حركة شعبية «اكثرية واضحة لبرنامج واضح». واعلن المسؤول الثاني في الحكومة الفرنسية الان جوبيه فجر أمس استقالته من الحكومة بعد هزيمته في دائرة بوردو (جنوب غرب). وتشكل هزيمة جوبيه، رئيس الوزراء السابق في عهد جاك شيراك، ضربة قاسية للأكثرية وللرئيس الفرنسي. وقال جوبيه في خطاب «ان سكان بوردو لم يرغبوا أن نمثلهم في الجمعية الوطنية»، مضيفا «سأقدم استقالتي الى رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء». وكان رئيس الوزراء فرانسوا فيون أعلن ان على أي وزير مرشح يسقط في الانتخابات ان يقدم استقالته. وأقر زعيم الحزب الاشتراكي الفرنسي فرانسوا هولاند بفوز الاتحاد من اجل حركة شعبية، الا انه اشاد على الفور بالنتيجة التي حققها حزبه. وكان هولاند دعا الى «صحوة» الناخبين لمنع حصول اجتياح أزرق. وقال هولاند «الموجة الزرقاء (لون الاتحاد من أجل حركة شعبية) التي كانت متوقعة لم تحدث». وأضاف «بهذا التصويت، سعى مواطنونا الى ارساء قوة في مواجهة النظام الجديد تسمح بالحفاظ على التوازن والثقل المضاد الضروريين في الديموقراطية». واعتبرت سيغولين روايال، المرشحة الاشتراكية الى الرئاسة التي هزمت في مواجهة نيكولا ساركوزي، ان الفرنسيين ارسلوا الى الجمعية «قوة معارضة حقيقية وبناءة» ستكون «مهمتها المراقبة والاقتراح والحماية». ومن شأن الهزيمة التي مُني بها الاشتراكيون، ان تسرع المعركة على قيادة الحزب، واعادة تنظيم صفوفه بين روايال ومنافسيها. واتسمت عملية الاقتراع الاحد، كما بالنسبة الى الدورة الاولى، بتدني نسبة المشاركة التي بلغت حوالى 60 %. وبات لدى الرئيس الفرنسي الأغلبية التي كان يسعى اليها في الجمعية العمومية ليبدأ تطبيق برنامجه، وبعد ان سيطر اليمين على الأغلبية ايضا في مجلس الشيوخ. وسيدعى البرلمان الجديد الى دورة استثنائية اعتبارا من 26 يونيو لدراسة سلسلة من مشاريع القوانين، وفي طليعتها مشروع قانون لاصلاح النظام الضريبي. وينص المشروع على الغاء رسوم نقل الإرث والغاء الضريبة على الساعات الاضافية بهدف تطبيق شعار الحملة الانتخابية لساركوزي «عمل أكثر لدخل أكبر». وأقر رئيس الوزراء بأن هذه الاصلاحات قد تقابل بزيادة ضريبة القيمة المضافة، وهو اجراء لا يلقى شعبية بتاتا وقد ندد به اليسار بشدة قبل الدورة الثانية من الانتخابات. وخرجت بقية الاحزاب من الانتخابات التشريعية ضعيفة إذ حصل الحزب الشيوعي على ما بين 12 الى 19 مقعدا فقط مع العلم بأن هذه النتيجة تعبر عن اداء اقل سوءا مما كان متوقعاً. بينما سقطت المرشحة للجبهة الوطنية (اقصى اليمين) مارين لوبن، ابنة زعيم الحزب جان ماري لوبن، التي كانت الوحيدة بين مرشحي الحزب، والتي تأهلت الى الدورة الثانية. وفاز مرشح الوسط فرنسوا بايرو المرشح السابق الى الانتخابات الرئاسية بمقعد في دائرته، الا ان حزبه (الحركة الديموقراطية)، حصل فقط على مقعدين في الجمعية الوطنية. الى ذلك ارتفع عدد النساء الفرنسيات في الجامعية الوطنية الى 109 بعد ان اقتصر عددهم في الجمعية المنتهية ولايتها على 67 مقعدا. أي بزيادة 2 % لكن هذا العدد النسائي تفرق الى أكثر من ستة أحزاب. (باريس: أ ف ب)
دوليات
ساركوزي يحصل على أغلبية مريحة بدل الفوز الساحق في الانتخابات التشريعية
19-06-2007