يعد إعصار كاترينا آخر حلقة في سلسلة من الكوارث الكبرى التي لم تتم إدارتها بشكل جيد، لكن من غير المحتمل أن تكون الأخيرة. طبقا لمعظم التنبؤات، فإن الفئة الرابعة والفئة الخامسة من الأعاصير ستصبح أكثر حدّة وأكثر تكرارا في المستقبل، وذلك بسبب الاحترار العالمي و/ أو الدورات الطبيعية للطقس. وبالإضافة لذلك، فكثيرا ما يقال أنّ هجوما إرهابيا آخر على الولايات المتّحدة يعد أمرا حتميا ؛ وأنّ تلك قضية متعلقة بالتوقيت، وليس باحتمال أن تحدث أو لا؛ أضف إلى ذلك الخوف من حدوث وباء محتمل للإصابة بإنفلونزا الطيور.

Ad

ونتيجة لذلك، يجب أن تتوقّع الولايات المتّحدة أن الاستجابة للكوارث- سواء كانت كوارث طبيعية أو غيرها – ستظل تمثل هاجسا رئيسيا بالنسبة للجمهور الأميركي وصنّاع السياسات والمسؤولين الذي يتعاملون مع الاستجابة للكوارث وإغاثة المتضررين منها ، بما في ذلك الجيش. يعكس البرنامج الأميركي لإغاثة الكوارث تقسيما أساسيا في المسؤولية بين الأجهزة الحكومية الفدرالية والمحليّة وتلك الخاصة بالولايات، والتي صمدت في مواجهة الاختبارات عموما.على المستوى الفدرالي, هناك وكالة منفردة، هي الوكالة الفدرالية لإدارة حالات الطوارئ – والتي تتبع الآن وزارة الأمن القومي- أنيطت بها مسؤولية تنسيق نشاطات الوكالات الفدرالية المختلفة المعنية بإغاثة الكوارث .

إن الاستجابة الناجحة للكوارث تتطلّب ثلاثة أمور: التنسيق الملائم والفعّال بين الأجهزة الحكومية الفدرالية وتلك التابعة للولاية؛ والتنسيق الفعّال بين الوكالات الفدرالية؛ والتنسيق الفعّال بين الأجهزة الحكومية المحليّة وتلك التابعة للولاية.

يتناول المؤلف بالدراسة تأثيرات حالات الفشل العملياتية في مواجهة أعاصير أجنيس، وهوغو، وأندرو، وكاترينا ، على التصميم التنظيمي ومبادئ عمل برنامج نظام الاستجابة للكوارث؛ كما يناقش أيضا تأثير أحداث الحادي عشر من سبتمبر والدور المتنامي للجيش، ويحدد الإصلاحات التي يجب تطبيقها لتحسين قدرة الأمة على الاستجابة لمثل تلك الكوارث في المستقبل.

الناشر: مطبعة جامعة ستانفورد ، الولايات المتحدة الأميركية (2007)