وزارة الداخلية ليست الجهة الوحيدة التي يجب أن تمسك بتفاصيل ملف المتهمين بالإرهاب، وليس وزير الداخلية هو المعني الوحيد بالتصريح والتوضيح إثر كل عملية قتل وسفك دماء يقوم بها هؤلاء الشبان المغرر بهم، بل على وزراء الأوقاف والإعلام والشؤون الاجتماعية أن يتحملوا مسؤوليتهم تجاه ما يحدث.أول العمود: أقرأ وأرى وأسمع... مرشحين للانتخابات يكذبون بشأن موقفهم واعتقادهم بأهمية المرأة في المجتمع... وهم أنفسهم خذلوها أيام جلوسهم على الكرسي الأخضر!
***
قلنا ونكرر... إن طريقة الأجهزة الحكومية في معالجة مسألة الفكر الإرهابي وتجنيد الشباب الصغار يجب أن تخرج من إطار الاهتمام الأمني فقط، وقلنا ونكرر إن وزارة الداخلية ليست الجهة الوحيدة التي يجب أن تمسك بتفاصيل هذا الملف، وليس وزير الداخلية هو المعني الوحيد بالتصريح والتوضيح إثر كل عملية قتل وسفك دماء يقوم بها هؤلاء الشبان المغرر بهم. وأدعو وزراء الأوقاف والإعلام والشؤون الاجتماعية إلى تحمل مسؤوليتهم تجاه ما يحدث، لأن هذه الأمور تعرض الكويت لحرج شديد في مجلس الأمن، ولجنة مكافحة الإرهاب، وإن كان كل هذا لا يهم هؤلاء الوزراء، فليلتفتوا إلى علاقتنا بالولايات المتحدة الأميركية، وبأي شكل من أشكال الاهتمام! نرجوكم!
تجربة المملكة العربية السعودية واليمن ودول أخرى تخطت طريقتنا المجتزأة في معالجة أحوال هؤلاء الشباب الذين يظلون كويتيين شئنا أم أبينا... محسوبين على دولة الكويت رضينا بذلك أم لم نرضَ.
عندما بدأت السلطات الأميركية بالإفراج عن بعض المعتقلين الكويتيين في قاعدة غوانتانامو، كتبنا بأن الإفراج ليس نهاية المطاف، وأن جهداً أكبر يبدأ مع ذلك الإفراج، وأنه يجب أن تكون الكويت مستعدة لهذا الحدث.
كان من الواجب إدخال هؤلاء في برنامج تأهيل ديني ونفسي واجتماعي، بل يجب أن نفكر في تبني أحد أفراد الأسرة الحاكمة ممن لا يتقلدون مناصب رسمية لهذا الملف، ويكون إشرافه عليهم ذا طابع أخوي واجتماعي حميم، وهو ما يحدث لمثل هؤلاء في المملكة العربية السعودية، حيث يتم تمويل زواج بعضهم، والاهتمام بمطالبهم والتعرف عليهم عن قرب بواسطة بعض أمراء المملكة.
ما كان بعض الناس يراهن عليه بعد عودة بعضهم من غوانتانامو هو تبرئتهم من تهم الإرهاب بعد تقديمهم إلى القضاء الوطني، وهذا ما حدث فعلا، لكن الفكر الإرهابي يظل في العقل والنفس، فها هما عبدالله العجمي وناصر الدوسري يعودان إلى ما برأهم منه القضاء الكويتي، وعادا إلى الأفعال نفسها التي قادتهما إلى غوانتانامو! واختارا مدينة الموصل هذه المرة.
هل ما يحدث لعبدالله وناصر يُلقي بأسئلة ما على لجنة الوسطية التي شكلت لغرض مكافحة الغلو ونشر الفكر الوسطي، وبميزانية بلغت خمسة ملايين دينار... ونسأل: هل فكرت اللجنة بمقابلة هؤلاء للتحاور معهم بعد «عهد غوانتانامو»... فعبدالله العجمي كان يبرر ذهابه إلى باكستان لدراسة الشريعة؟ ألم يكن من المكن أن ترشده اللجنة إلى المعهد الديني في منطقة قرطبة، فهو الأقرب؟!