النزف التلفزيوني في الكويت
يجب العمل على إعادة الثقة بتلفزيون الكويت، خاصة القناة الأولى إذ طرح المشاهدون الثقة بها. كما ينبغي وقف النزف الكبير من القنوات الرسمية إلى الخاصة فهل يستطيع القائمون على القطاع ذلك؟
لماذا هربت الكفاءات الاعلامية إلى الفضائيات الأخرى؟ فهل اضطرت إلى ذلك؟ نعم، هربت بسبب مزاجية المسؤولين التي جمدتهم وهم لا يدركون أن المغريات في الخارج كثيرة. على سبيل المثال، ضمت قناتا «الراي» و«الوطن» عدداً كبيراً منهم. إن موضوع إعادة الثقة غاية في الأهمية فتلفزيون الكويت كان الأكثرجذباً واستقطاباً ليس على المستوى المحلي فحسب بل الخليجي، سميت الكويت هوليوود الخليج لكونها صانعة النجوم في عالم الفن. إذن لندرس الأسباب الكامنة وراء هذا الهرب الكبير، خاصة أن المشاهد الحالي أضحى خبيراً في مستويات مضامين البرامج وجودتها، مما جعله في الواقع ناقداً وليس مجرد مشاهد ساذج، فإعادة ثقة المشاهد بتلفزيونه الرسمي خطوة أولى لجذبه واستقطاب غيره أيضاً.من الخطوات المهمة في رفع شأن جهازنا المرئي العمل على آلية مستحدثة لمشاركة القطاع الخاص في دعم الانتاج التلفزيوني في مجالات الدراما والبرامج والاعلانات التجارية. يتحقق ذلك بالخفض الضريبي لواردات الشركات التي تدعم الانتاج التلفزيوني العام والخاص عبر نظام الرعاية وزيادة نسبة الاعلانات التجارية التلفزيونية spot، فنسبة 4 بالمئة من الجمارك يمكن خفضها إلى 3 في المئة للشركات التي تقدم كشفاً برعايتها لنسبة معينة سنوياً من البرامج في التلفزيون الرسمي أو الخاص المحلي الذي يبث من أرض الكويت. خاصة أننا في صدد انشاء المدينة الإعلامية على غرار المدن الاعلامية في القاهرة ودبي، فالأخيرة استقطبت القنوات الفضائية العربية الخاصة ليكون بثها من دبي فلماذا تبث القنوات الخاصة المحلية موادها من الخارج؟لا بد من الإفادة من وجود هذه القنوات في الكويت عبر آليات وشروط تعود بالفائدة عليهم وعلى البلد بلا مزايدات، ليكون «دهنا في مكبتنا» ! فلماذا تبث قناة «فنون» من القاهرة؟! لأن ثمة تسهيلات رغم القيود الرقابية ينبغي أن تطلعوا عليها وتستفيدوا منها.آثرنا توجيه هذه الرسالة إلى المعنيين بقطاع التلفزيون في الكويت بدلاً من تقديم دراسة سيكون مصيرها الدفن في الأدراج. فكم من الدراسات قُدمت ودفنت!