أكثر الضحايا تضررا في تنفيذ المرسوم الحكومي في فرنسا بدءاً من منتصف ليل الأول من يناير 2008 هم أصحاب مقاهي النارجيلة او الشيشة، إذ لم تفلح كل التحركات المطلبية التي رفعتها «نقابة اتحاد مهني الشيشة» لاستئنافهم من الاجراءات الحكومية، في حين تدخل فرنسا نادي الدول الـ14 التي منعت التدخين في الأماكن العامة، ذلك ان 800 مقهى لتدخين النارجيلة سيتضّرر من المرسوم الحكومي لمنع التدخين في الأمكنة العامة والمقاهي والملاهي وحانات احتساء الكحول.

Ad

ويبدو ان المهنة ستنقرض من الأراضي الفرنسية، وسينضم العاملون فيها، الذين يتجاوز عددهم ثلاثة آلاف، الى صفوف البطالة الفرنسية إذا لم يتم التوصل الى ايجاد حل يوفّق بين احترام القرارات الحكومية وممارسة هذه «الهواية» التي تعكس تنوعا في الثقافات والعادات.

ويقول رئيس هذه النقابة بدري حلو «سنصبح بدءا» من ليل الأول من يناير خارجين عن القانون، وسنختنق رويدا رويدا، ذلك ان 80 في المئة من عائداتنا تأتي من النارجيلة، ولا يمكننا بالتالي استبدال مهنتنا بأخرى، وتحويل مقهى الى مكان لشرب الشاي بالنعناع او بيع الحلوى الشرقية».

واتهم حلو وزيرة الصحة روزلين باشلو بالتهرب من الاجتماع بممثلين عن هذه المهنة لشرح مشاكلهم الخاصة، ومناقشة نظام التعويضات عن الأضرار، كما جرى لأصحاب المقاهي والبارات المحاذية للحدود، وأكد أن اصحاب مقاهي النارجيلة قرروا مواصلة أعمالهم، كما ان شيئا لم يحدث ولم يصدر أي مرسوم، وستحدث فوضى في هذا القطاع، وسيثير ضجة في وسائل الاعلام، وسنعترض أمام المحاكم على المحاضر والعقوبات.

ويذكر أنصار النارجيلة في فرنسا بالوعود الانتخابية التي قطعها الرئيس نيكولا ساكوزي قبل انتخابه، اذ قال في يونيو عام 2006 «علينا ان نتصور استثناء بعض المحلات الخاصة والأمكنة وخصوصا مراكز بيع الدخان».

ويقول بدري حلو «نحن محبطون اليوم، ذلك ان زبائننا يقدرون في فرنسا بنحو مليون، وكنا شجعناهم على انتخاب مرشح حزب الاغلبية الشعبية الحاكم، وعلى ساركوزي الآن الخروج عن صمته في هذه القضية، لاسيما انه اطلق وعودا في هذا الصدد اثناء حملته الانتخابية»، ويضيف «نشعر بأننا مواطنون من الدرجة الثانية، وهذا بمنزلة تمييز ضدنا، فالاغلبية العظمى من مقاهي الشيشة يديرها عرب». ويتابع «بعد الأول من يناير، سيواصل علية القوم تدخين السيغار في المقاهي والملاهي الفخمة على جادة الشانزيليزيه، أما في المناطق والأحياء الأخرى والضواحي فسيرسلون إلينا أفراد الشرطة... إنهم يضلون الطريق فالآفة هي احتساء الكحول، أما النارجيلة فهي مناسبة لجمع الأصدقاء، وهي جزء من الثقافة العربية».

بالطبع ان هذا المرسوم، الذي سينفذ بدءاً من صباح الثلاثاء في نحو 200 ألف مقهى ومطعم ومرقص وكازينو وفندق، سيطال كل أصناف التدخين.

واذا كانت السلطات المعنية ستتغاضى خلال الساعات القليلة المقبلة عن تنظيم محاضر بالمخالفين، فإن الأمر سيكون مختلفا يوم غد الأربعاء، حيث سيغرم كل مدخن في الأمكنة العامة 68 يورو، وأصحاب المقاهي والملاهي 135 يورو إذا لم يعلقوا إعلانات لمنع التدخين، في حين سيدفع أصحاب المقاهي غرامة تقدر بـ750 يورو إذا سهلوا مخالفة قانون منع التدخين، أو إذا وضعوا منافض على الطاولات.