Ad

أعتقد أن هناك ثلاثة أحداث أو عوامل ساهمت في خلق حالة «كسر» بعض الحواجز، وأسهمت في رفع سقف الحرية لدينا، يأتي على رأسها ما قامت به حركة نبيها خمس الشبابية، خلال معركة تعديل الدوائر الانتخابية. وأسس «البرتقاليون» مفهوما جديدا في الحالة الكويتية عبر نزولهم إلى الشارع، واستثارته بدوافع وطنية إصلاحية، بطريقة منظمة، بعيدة عن الغوغائية في الطرح والسلوك.

خلال حديث مع بعض الإعلاميين الخليجيين على هامش إحدى الفعاليات، دار فيها النقاش بيننا حول الوضع السياسي في الكويت، لاحظت أن هناك اتفاقاً في ما بينهم على أن قفزة نوعية قد تحققت لصحافتنا في الكويت على صعيد طرح بعض القضايا في السنوات الأخيرة لامست خلالها الخطوط التي كانت تدخل في نطاق «المحظور» سابقاً. وكوني الكويتي الوحيد بينهم كانت أغلب الأسئلة والاستفسارات توجه إليَّ خلال النقاش.

حاولت خلال حديثي مع الأخوة الخليجيين، التركيز على أن الحقوق والمكتسبات في دول العالم الثالث «تنتزع ولا توهب» بحكم عقلية الأنظمة الحاكمة في النظر إلى الشعوب، وهو ماحدث لدينا في الكويت خلال الفترة التي تحدثوا عنها... لذلك فإن ارتفاع سقف الحريات، وما بات يطرح في صحافتنا، مرده إلينا، وليس إلى النظام الذي لم يقدم لنا سوى قانون للمطبوعات والنشر قلص فضاء حريتنا أكثر وأكثر...

على كل، فإنني أعتقد أن هناك ثلاثة أحداث أو عوامل ساهمت في خلق حالة «كسر» بعض الحواجز، وأسهمت في رفع سقف الحرية لدينا، يأتي على رأسها ما قامت به حركة نبيها خمس الشبابية، خلال معركة تعديل الدوائر الانتخابية.

لقد أسس «البرتقاليون» مفهوما جديدا في الحالة الكويتية عبر نزولهم إلى الشارع، واستثارته بدوافع وطنية إصلاحية، بطريقة منظمة، بعيدة عن الغوغائية في الطرح والسلوك، فكان النجاح حليفاً لتلك الثلة من الشباب والشابات، بل إن الأمر تجاوز ذلك إلى مرحلة أنهم أكسبوا بعض النواب شجاعة استمرت إلى يومنا هذا. فخلال تلك الثورة الشبابية، تمت تسمية الأشياء بأسمائها، عبر ذكر رموز الفساد بأسمائهم صراحة، وهو ما لم يحدث قبل ذلك حتى في ظل تمتع النواب بالحصانة.

ومن ضمن العوامل الثلاثة التي دفعت باتجاه الولوج في نقاش ما كان يعرف «بالمحظور»، تأتي القضايا والأطروحات التي يتطرق إليها الكاتب محمد الجاسم في موقعه، كأحد أسباب خلق حالة من الجرأة في فتح ملفات لم يحظر الدستور الكتابة عنها أصلاً، لكنها كانت محصنة فقط بعرف اجتماعي كويتي ظل مسيطراً على أقلام وأفكار أغلب الكتاب لدينا. وسواء اتفقنا او اختلفنا مع الجاسم في ما يطرحه، فإن الواقع يقول إن الرجل كسر حاجزاً نفسياً لدى كثيرين، ومنح مساحة إضافية من الحرية لبعض الأقلام، وكذلك ضخ جرعة من الجرأة لأفكارهم.

ويأتي إعلان بعض الناشطين السياسيين إشهار حزب الأمة، في رأييّ الشخصي، أحد أهم العوامل التي ساهمت في كسر قيود المحظور الكويتي... قد يخالفني كثيرون في هذه الجزئية، لكنني هنا أشخص الأمور من واقع سياسي بعيداً عن الأيديولوجية ومنطق الإيمان بهذا الفكر أو الكفر بذاك.

فمجرد الإقدام على هذه الخطوة بإعلان قيام الحزب، وبغض النظر عن محدودية قواعده الشعبية وتأثيره في الحالة السياسية الكويتية، فإنه خلق أرضية للقوى والتيارات للعمل وفق نظام حزبي مشهر ومعترف به من قبل الدولة، ولعل المشروع الذي ينوي النائب علي الراشد تقديمه إلى المجلس، وكذلك تأكيدات الحركة الدستورية إعداد مشروع قانون لإشهار الأحزاب، يؤكد صحة هذا الطرح.