عندما تبكي التماسيح

نشر في 29-04-2008
آخر تحديث 29-04-2008 | 00:00
 إيمان علي البداح

في تاريخ الحكومات، لم يتم تفعيل بعض القوانين مثلما تم تفعيلها من خلال هذه الحكومة، وهي قوانين أقرتها مجالس وحكومات سابقة، لكنها جُمدت وخُزنت، فكان تفعيلها خطوة أولى لسحب البساط من تحت أقدام المرشحين لانتخابات 2008.

«نؤكد احترامنا لسيادة القانون ودعمنا الكامل لهذا المبدأ ولكن ليس على حساب مكتسبات الشعب التي أقرها الدستور»... هذه الجملة لم تأتِ من بيان صحفي للتحالف أو المنبر أو في تصريح لأحمد السعدون أو محمد الصقر أو أي من التجمعات أو الشخصيات التي عرفت تاريخيا بالتزامها واحترامها للدستور والقانون. هذه الجملة تأتي في معرض بيان النقابات الطلابية التابعة لـ«حدس» في 9/4/2007 للدفاع عن «المكتسبات الدستورية»!! نعم «حدس» التي اغتصبت الحريات واختطفت حرية التعبير ولم تألُ جهداً لمحاولة تنقيح الدستور لسلب الشعب الكويتي أهم وأغلى مكتسباته.

نعم «حدس» ومن خلفها من إخوان (غير) مسلمين الذين أرهبوا العالم وقتلوا الفرح وأعدموا المدنية. فما سر هذا التغيير في اللغة والأوليات؟ هل هو ركوب الموج الذي اعتاد عليه الإخوان؟ فالشارع الكويتي وصل مرحلة من الإحباط والتململ اللذين لا يمكن تخطيهما إلا بمزيد من الحريات والديموقراطية. فلابد لهم من ارتداء الرداء الوطني الآن. أم أن هنالك أسباباً أعمق؟

الملاحظ أن وتيرة «الحس الدستوري» لدى الدستورية قد ارتفعت مع ارتفاع الملاحقة والمواجهات حول الانتخابات الفرعية ومنظميها. ودور «حدس» واضح للعيان في المشاركة والتفاوض والتنظيم لهذه الانتخابات، ومع تضييق الدائرة على الحركة في الإعلام والمنتديات والمدونات فلابد من حركة لتشتيت الانتباه وإلهاء الناس، فجاء قانون التجمعات ليقدم الفرصة لهم على طبق من فضة.

الانتهازية السياسية كطابع للتيارات المتأسلمة هو نتيجة طبيعة لفكر هذه الجماعات وتربيتها لقواعدها وتنشئتها لقادتها. ودرجة هذه الانتهازية تتفاوت من جماعة لأخرى، ولكن الإخوان المسلمون سباقون على هذا الصعيد للأسف. ولكن يبدو أن السحر قد انقلب على الساحر فهاهم أبناء القبائل يبدؤون بالضغط والتجمع ضد مرشحي المتأسلمين من داخل القبيلة، ورغم نجاح الكثير منهم هذا العام، فإن شهر العسل قد انتهى.

«الفال والباقي» للحكومة، هل وعت الحكومة انتهازية وخطورة الإخوان؟ هل اقترب اليوم الذي تضع فيه الحكومة مصلحة الكويت فوق التحالفات الآنية التي يفوق ضررها منافعها؟ هل ستلاحظ الأسرة الحاكمة مدى ابتعادنا عن الدولة المدنية التي حلم بها عبدالله السالم طيب الله ثراه بسبب تلك التحالفات الانتهازية؟ هل سنعي أنهم وراء تخلفنا وكآبتنا رغم تقدم المحيطين بنا كافة؟

back to top